الجمعة، 14 يناير 2011

معادلة عن الاحتلال والتهدئة

اتصل رئيس وزراء حكومة غزة بمدير المخابرات المصري ليطلعه على اجراءات التهدئة العملية بما في ذلك اوامره لقادة الامن ونشر القوات على المناطق المتتاخمة مع اسرائيل ، وهو طبعا يعرف ان ذلك سيتم نقله لها ، هذا إذا لم يكن تلفونه مراقبا فتستطيع اسرائيل التقاط الرسالة .

ولا داعي للتذكير ان حماس تتحكم في غزة اليوم شعبا وحكومة وفصائل ، وان دعوتها لتلك الفصائل قبل ايام من أجل ما اسمته التوافق الوطني حول الالتزام بالتهدئة من أجل مصلحة الوطن العليا ، هو كلام قد سمعناه نحن ابناء هذا الشعب من قبل ، وان الذي كان يخرج عن القرار يتعرض للملاحقة والاعتقال وأحيانا التخوين . ولهذا تم نشر القوات الوطنية عند التخوم لمنع العملاء والخارجين عن الصف الوطني من اطلاق "الصواريخ" على اسرائيل .

ما نود التذكير به ان اسرائيل هذه ، بالاضافة الى انها العدوان لأنها الاحتلال ، انما لا ينفع معها التهدئة ولا الهدنة ولا حتى اتفاقيات السلام الدولية مثل اتفاقية اوسلو ، وانها ستهاجم غزة وحماس وستدمر معها أسلحتها التي اعدتها قبل ان تستخدمها ، ببساطة لأن إشارة الحرب صدرت لتوها من دهاليز السياسة العالمية ، ولأن الاسطول الامريكي ومعه الفرنسي قد بدءا بالتململ في المتوسط بدعوى منع حزب الله من الاستيلاء على البلد ، فما الذي يمنع الايعاز لاسرائيل تقليم أظافرحماس في غزة .

ألم يكن تهدئة عندما شنت اسرائيل حربها على غزة قبل عامين ، ألم تكن هناك اتفاقية سلام عندما اعادت احتلال الضفة وتدمير جميع البنى التحتية بما في ذلك المطار والميناء والمقرات الامنية والشرطية ومحاصرة ياسر عرفات في مقره حتى موته ، ألم تتغول اسرائيل أكثر فأكثر في استيطان الضفة وتهويد القدس رغم التهدئة شبه المطلقة ، للدرجة التي رفضت المفاوضات مقابل تجميد مؤقت لهذا الاستيطان . وبدلا من الاتعاظ من هذه العقلية العسكريتارية التدميرية للوطن الفلسطيني بجناحية الضفاوي والغزاوي ، ذهبنا اعمق فأعمق نحو التربع على كراسي الدولة الموهومة وأجهزة الامن بقادتها والقوات المسلحة ، اصبح لنا دولتان وحكومتان وسجون عديدة لزج المناضلين من الطرفين فيها ، وها هي حكومة غزة تعلن عن البدء ببناء سجن كبير شمالي القطاع "من اجل الوعظ والارشاد ويكون قريبا من ذوي المسجونين كي يزوروهم بسهولة" في الوقت الذي ما زال البعض يفترش الارض ويلتحف الخيام .

هادنتم أم لا ، هدّأتم ام لا ، قمعتم ومنعتم ونشرتم وطاردتم واعتقلتم ، فإن قرار شن الحرب التي لم تتوقف قد صدر ، بل هو موجود في درج رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي والسابق واللاحق ، لأن المستهدف ليس بندقيتكم ولا مقذوفاتكم بل وجودنا وبقاءنا هو المستهدف . اليس هذا ما يحصل في سلوان والشيخ جراح وحتى صفد (منع تأجير الفلسطينيين) وام الفحم (محاولة تبديلهم بمستوطنين) وبئر السبع (هدم قرية العراقيب سبع مرات) وكل تهدئة وحكوماتكم بخير .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق