السبت، 5 فبراير 2011

واطلق كلابك في الشوارع " 4-2-2011

لا ندعي اننا نستطيع الالمام بكل الاساليب الدهاليزية القمعية التي استخدمها ازلام النظام في ميدان التحرير لإعادة السيطرة عليه ، والذين تم التوافق على اطلاق اسم "البلطجية" عليهم ، فهؤلاء عدا عن انهم امتلكوا خبرة ثلاثين سنة في تفانين القمع ، فإنهم ايضا امتلكوا تكنولوجيا النت والفيس بوك والبلاك بيري ، وغادروا الاساليب القديمة التي كان يجلس فيها رجل الامن على احدى النواصي حاملا جريدته المثقوبة ليراقب فريسته .

ومع ذلك فانهم في ميدان التحرير كانوا ايضا مكشوفين بـ"جريدتهم المثقوبة" ، فمن هي الجهة التي تملك مهاجمة عشرات آلاف المعتصمين في ساعة صفر محددة بآلاف قنابل المولوتوف والهراوات والسكاكين غير الدولة ، ومن هي الجهة التي لها مصلحة في مثل هذا الهجوم المخزي على اناس ابرياء من كافة الاعمار لا يملكون الا حناجرهم وارادتهم بصدور عارية ومعد خاوية وبعض البطانيات يقون فيها انفسهم من برد ليالي القاهرة الشديد الا دهاليز النظام .

سمعنا بالطبع عمن تم القبض عليهم ان بعضهم يحمل بطاقات رجال أمن ، وان بعضهم تم استحضارة بخمسين جنيها قام احدهم بتمزيقها لدى معاتبته ، وان بعضهم "اضطر" على ما يبدو في آخر المطاف الى ان يستل مسدسه ويطلق النار كيفما اتفق فيقتل ثلاثة ويصيب العشرات .

في النهاية ، اعتذر رئيس الوزراء الجديد للنظام القديم عن هذه البلطجة ، ووعد بتشكيل لجنة تحقيق في كل من تورط في هذا الهجوم ونشر النتائج على الملأ في القريب العاجل ، وهذه اسطوانة مشروخة لكل الانطمة العربية التي تسارع بتقديم مثل هذا الوعد عندما تجد نفسها مجبرة او متورطة ، دون ان يتحقق شيئا منها ، ولكن وعد رئيس الوزراء بعدم تكرار ذلك على ميدان التحرير ، لم يكد صداه يتبدد حتى طال الهجوم هذه المرة كافة الصحفيين والاعلاميين والكاميرات ايا كان حجمها ، والمرة لم يقتصر الامر على حجب الجزيرة ، بل تعداه للقنوات المحايدة والصديقة والعريقة ، الامر الذي دفع ببان كي مون ان يصف الاجراء بالمعيب .

سدوا جميع منافذ الميدان على عدة أبعاد لمنع الناس من الوصول في "جمعة الرحيل" واعتقلوا اعداد كبيرة ممن لهم اسماء على كمبيوتر امن النظام ، بما في ذلك حقوقيين ومحامين ، كل ذلك في ظل فرض نظام منع التجول الذي ما يزال قائما منذ اندلاع الثورة ، التي وصفها الناطق عندنا يإسم المؤسسة الامنية اللواء عدنان الضميري بانها "أزمة" ثم عدل ذلك الى "تنازع اقليمي" .

الاخوان البلطجيون يسيطرون على الحكومة والقصر والشرطة والاعلام والجيش وكل مقدرات البلد ، ما عدا ميدان التحرير ، ولهذا يبذلون كل ما بوسعهم من أجل استعادته ، حتى لو استعملوا في ذلك ادوات قديمة مثل السيف و الخيل والابل .



رحم الله الشيخ امام الذي كان قد كشفهم قبل اكثر من ثلاثين سنة ، اي قبل ان يأتي حسني مبارك عندما غنى للشاعر الكبير احمد فؤاد نجم : شيد قصورك ع المزارع / من كدّنا وعمل ايدينا / والخمارات جنب المصانع / والسجن مطرح الجنينة / واطلق كلابك في الشوارع / واغلق زنازينك علينا / وعرفنا مين سبب جراحنا / وعرفنا روحنا والتقينا / عمال وفلاحين وطلبة / دقت ساعتنا وابتدينا / نسلك طريق مالهش راجع / والنصر قرب من عيننا / النصر قرب من ايدينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق