يوميا تقريبا نقرأ عن اعتقال او اصابة متضامن او متضامنة أجنبية في المواجهات التي تنشب مع قوات الاحتلال الاسرائيلي والمظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية ضد الاستيطان والجدار في العديد من المواقع ، وما يهمنا في هذه العجالة ، ان نشير بشيء من الوضوح ان هؤلاء المتضامنين هم مناضلون أمميون بكل ما تعني الكلمة من معنى ، علينا ان نقدر لهم دورهم ونضالهم وتضحياتهم بالاضافة الى غربتهم عن اوطانهم واحبائهم ، ناهيك ان اسرائيل تعتقلهم وتعتدي عليهم وتحقرهم وترحلهم وتضعهم على قوائمها السوداء واحيانا تجرحهم وتقتلهم .
لا يجوز الاساءة لهم ولا بأي شكل من الاشكال ، وهذه الاشكال يمكن حصرها في محاولة شراء نضالاتهم وتقديم اغراءات او اغواءات من اي نوع كان ، وكذلك مظاهر البذخ الزائد كالاقامة في فنادق خمسة نجوم والسفر في الدرجة الاولى وأطعمة التواصي ، ان هذا من شأنه اثارة السخرية في نفوسهم ضدنا وضد نضالنا . كما ان على مسؤولينا ايا كانت درجة مسؤوليتهم ان يحسنوا من تمثيل واقع هذه النضالات ، فلا يجوز ان يأتي الوزير عشر دقائق وعندما تشتد المواجهة يدير ظهره تحت حجج وذرائع مكشوفة لنا ولهم ، الافضل ان لا يأتي هذا المسؤول من أصله ، كما انه لايجوز ان يجد المسؤول مع الجندي المحتل او ضابطه لغة مغايرة عن اللغة التي اجترحها المتظاهرون والمتضامنون الذين جاؤوا من آخر الدنيا من أجل مواجهة مع المحتل . الامرنفسه ينطبق ايضا عمن يريد ان يغير من سيناريو المواجهة ، كأن يذهب أحدهم لتوريط هؤلاء الاصدقاء بأن يصعد من شكل المواجهة .
من ضمن الاشكال التي يجب الحذر ان لا نسيء لهم فيها ، الباب الديني من انهم "كفار" مثلا ، او انهم موالون لإسرائيل واليهود اكثر من موالاتهم للمسلمين . والاصعب من ذلك ان نشيد بهم في حضورهم ونتهجم عليهم في غيابهم من انهم والاحتلال سيان ، وانهم كفرة سيأتي دورهم ، واذا ما اكتشفنا ان احدهم يهوديا نبدأ بالتغامز والتلامز ، حتى ليشعر هذا المتضامن بالخطر يأتيه من جانبنا أشد مما سيأتيه من جنود الاحتلال .
تقرير غولدستون ، حملت عليه حكومة غزة - في البداية - من باب انه يهودي صهيوني . وجورج غالاوي الذي يقود مسيرات السفن يحظى باستقبال ووداع حافل ، لكن الله يعلم كيف ستتم معاملته اذا ما وجه نقدا للحاكمين .
إن كل هذا وأكثر يسيء لهؤلاء المناضلين ويسيء لنا ولقضيتنا ولنضالنا العادل الذي يجعلهم يتركون كل اعمالهم والتزاماتهم وملذات حياتهم للتطوع ويجعل راشيل خوري تفقد حياتها تحت جنزير الجرافة الاحتلالية . فيعتمدها شعبنا شهيدة فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق