الاثنين، 19 أبريل 2010

معادلة: اسرائيل والعصر الحجري 19-4-2010


تحب اسرائيل ، على الأقل اسرائيل الحالية التي يحكمها نتيناهو وليبرمان ، الحجارة ، ولهذا حين هددت سوريا مؤخرا هددتها بقصفها وضربها وإعادتها للعصر الحجري . وهذا ما كشفته صحيفة صندي تايمز البريطانية ، وكشفت ايضا ان هذه "الرسالة الحجارية" وصلت الرئيس السوري من خلال طرف ثالث بشكل سري ، وقبل بضعة اشهر هددت بردم قصر بشار الاسد وتحويله الى ركام وتشتيت عائلته ، لم تقل كما فعلت مع صدام حسين وعائلته ، على اعتبار انها ليست هي من فعلت به ذلك ، بل امريكا جورج بوش ومعها المجتمع الدولي المتمثل في بريطانيا طوني بلير ومن لف لفهما وانطوى تحت جناحيهما ومن ضمنهم أنظمة الرجع العربية والاسلامية .
وقبل أيام قررت اسرائيل اعتماد كومة حجارة في مدينة بيت لحم وضمها للتراث اليهودي ، وهو ما عرف انه قبر راحيل ، وكذلك الحرم الابراهيمي في الخليل ، وسلوان حيث فيها الممر الذي يوصل الى الهيكل ، ضاربة عرض الحائط بكل المفاهيم الانسانية والعالمية الثقافية والفكرية والتاريخية والتراثية ، فوجود معلم ديني هنا او هناك لا يؤهل اتباع ذاك الدين الاستيلاء عليه واحتلال الارض المقام عليها وكذلك الشعب الذي عاش في كنفه هذا المعلم الاف السنين وحافظوا عليه معلما تاريخيا وأثريا وسياحيا وتعليميا . إن هذا يعني انهم بصدد احتلال اجزاء كبيرة من العراق حيث هناك ولد ابراهيم ، وكذلك في مصر حيث هناك ولد موسى وهاجر يوسف و في السعودية لأن فيها تراث خيبر ، ناهيك عن تونس والمغرب وسوريا والاردن .

لا تدرك اسرائيل نتنياهو وليبرمان ، ان التاريخ الانساني هو ملك الناس كل الناس ، بإمكانهم ريادته وزيارة معالمه بغض النظر عن جنسيته ودينه وعمره (زمانه ومكانه) دون مصادرة مرجعيته وتحريف سيرته ومساره ، تماما كما هو الاختراع العلمي الذي بإمكان كل من يرغب ويستطيع اقتناءه وشراءه والتمتع بميزاته ، كالتلفزيون مثلا او التلفون او البنطلون ، فهي اشياء اخترعها الانسان لتخفيف وطأة الحياة على أخيه الانسان ، لا يعقل ان تحظر امريكا على غير الامريكيين استخدام الكمبيوتر لأنها هي اول من اخترعته ولا الصين على غير الصينيين استخدام الورقة والقلم ، ولا البريطانيين على غير البريطانيين ممارسة لعبة كرة القدم .

إن ايلاء الاهتمام بالمعلم الحجري ، على حساب الانسان وحياته التي لم تصبح حجرا بعد ، هو إغراق في العدمية والعبثية والحاق الحياة بالموت ، على مطلقية الاولى ونسبية الثاني ، ولهذا ورد على لسان العظماء اهمية قيمة الانسان وتفضيلها وتغليبها على أي شيء آخر ، وهذا بحد ذاته جوهر الاديان عموما بما فيها الدين اليهودي وما سبقه وما تبعه من فلسفات واديان ، وقد ورد هذا المعنى في حديث للنبي العربي ان هدم الكعبة حجرا حجر اهون عند الله من قتل انسان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق