السبت، 17 أبريل 2010

معادلة :على هذه القيادة ان توقف هذا النزف 16-4-2010


لا يوجد أحد كان يعتقد ان مرحلة الاستنزاف التي ابتدأت مع عملية اوسلو ستستنزفنا عشرين سنة ، والاستنزاف هنا هي بمعناها الحرفي المتعلق بالنزيف غير المقتصر على الدم ، للدرجة التي يصبح فيها نزف الدم تحصيلا حاصلا دون ان يشكل ارضية النضال الصلبة ودون ان يكون معينا يمدنا ببعض قطرات ندى على الارض البوار .
فعندما اغتالت اسرائيل ابو جهاد في مثل هذا الوقت قبل اثنتين وعشرين سنة ، شكل ذلك معينا للانتفاضة والثورة ، وسقط يومها من الشهداء الذين كانوا يواجهون الاحتلال بصدورهم وحناجرهم ما يزيد على عشرين شهيدا . كانت المقاومة وقتها سلمية او شعبية ، وخرجت علينا وقتها قيادات تقول يجب ان نحميها - الانتفاضة - بالنار . واليوم نسمع القيادات تحث على المقاومة السلمية ، وكأننا نخوض غمار مقاومة مسلحة وتريد القيادة حمايتها بالمقاومة السلمية . وهذا يذكرنا بما كان يقوله الرئيس الراحل ياسر عرفات من انه يدين العمليات التي تستهدف المدنيين من الجانبين ، فيعتقد العالم ان لنا جيشا من شأنه استهداف الجيش الاسرائيلي ، وان على الجيش الاسرائيلي بالتالي استهداف جيشنا وقواعدنا ووقواتنا المسلحة .
وإذا كان الامر كذلك ، فلماذا يعتقل مروان البرغوثي ، وهو عضو في هذه القيادة عدا عن انه نائب منتخب ، وتمر ثماني سنوات على اعتقاله من اصل 150 سنة (خمس مؤبدات) . ولو تم التعاطي معه على انه اسير ، فيجب مبادلته ، او اطلاقه على اول طاولة مفاوضات . نحن هنا لا نتحدث عن سعدات كونه مناهض للعملية السلمية بالرغم من ان اسرائيل اختطفته من السجن الفلسطيني الامريكي البريطاني .
نحن اليوم امام ثماني سنوات على اعتقال مروان ، و نحتفل بيوم الاسير الفلسطيني ، حيث يزداد الاسرى عددا ، بمن فيهم عباس زكي الذي شارك في مسيرة احد الشعانين ، ولا يتم اطلاقه الا بعد مثوله مكبلا امام محكمة عسكرية ، ولا نعرف ما هي الاعتبارات التي صاحبت ، لكن لم يتم اطلاق سراحه الا بكفالة .
الاستنزاف ، الذي طال الارض الفلسطينية ، في زمن السلام ، اكثر واعمق بكثير مما طالها قبل السلام ، يطول اليوم الشعب الفلسطيني ، للدرجة التي تصبح مواطنتنا في بيتنا وعلى ارض الضفة الغربية المقسمة الى شمال وجنوب ومناطق الف وباء وجيم وحواجز واقتحامات وانتهاكات ، مسألة فيها نظر .
على هذه القيادة ان توقف هذا النزف ، بأن تعيد للشعب اعتباره في المقاومة والدفاع عن النفس ، وللاسرى قيمتهم الثورية وللسجون مكانتها كقلاع واكاديميات ، لا كانتينات وبيلوفونات وكرتات . فيكفينا عشرين عاما من النزف ، ندرك بعدها ان نزفنا لا يذهب أدراج الرياح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق