الجمعة، 2 أبريل 2010

عباس زكي والمقاومة الشعبية

يعتبر عباس زكي مهندس الانتفاضة الاولى عن حركة فتح بدون منازع ، وقد كان منسقها العام مع بقية الفصائل ، حتى أشعل ضوءها الاحمرفي اجتماع المجلس المركزي من انها بدأت تأكل نفسها ، لكن القيادة كانت قد بدأت تدخل دهاليز اوسلو .

نسوق ذلك على اعتبار ان القيادات الفلسطينية الحالية ترفع اليوم شعار "المقاومة الشعبية" الذي سرعان ما اعتلى عباس زكي متن حصانها و الذي لطالما اشتاق لامتطائه حين قاد المسيرة الشعبية في أحد الشعانين على مدخل بيت لحم الشمالي قرب قبر راحيل . ولهذا سجل هدفا سريعا في المرمى الاسرائيلي عندما اعتقلوه ، ولسرعان ما سجل هدفه الثاني عندما اطلقوه ، أتبعه بالهدف الثالث عندما فرض شروطه عليهم بأن يشتمل الاطلاق جميع من تم اعتقالهم معه ، بمن فيهم ثلاثة مناضلين مشهودين في مقاومة الجدار العنصري في قرية المعصرة وعليهم أحكام عسكرية بالسجن مع وقف التنفيذ .وكان له ما اراد رغم انه كان مقيدا واياديهم طليقة .
ويدور الجدال اليوم بصوت مسموع خاصة داخل حركة فتح التي يحتل زكي موقعا متقدما في قيادتها ولجنتها المركزية بعد فوزه فوزا مريحا في انتخاباتها الاخيرة آب الماضي ، عن تعريف المقاومة الشعبية ، هل تقتصر على المسيرات والاعتصامات ام تتعداها الى المظاهرات والمواجهات و رشق الحجارة والقاء الزجاجات الفارغة او المملوءة بالبنزين .

وفي حقيقة الامر ، ليس هذا محور الجدل الدائر ، بل كيف يمكن ان نطلق العنان للمقاومة الشعبية من جهة ، ونطلب الى قوات الامن الوطني منعها عند التخوم ونقاط التماس والحواجز الاحتلالية وبؤر الاستيطان ، كيف ندعو لمسيرة في عش غراب المهددة بإعادة مصادرتها او عند قبر راحيل ، وفي نفس الوقت تصدر الاوامر الى منع الشبان وطلبة المدارس من الوصول .
هذا السؤال سيظل برسم الاجابة عليه من قبل حركة فتح وحكومة الدكتور فياض الذي نراه في الآونة الأخيرة رائدا ورافدا لهذه المقاومة الشعبية بطريقة تثير الاحترام والتقدير والالتفاف الجماهيري الكبير بما في ذلك حراثة الارض واحراق بضاعة المستوطنين ومشاركته في مسيرة نعلين التقليدية ضد الجدار .

لن نعدم طريقة للوصول الى مخرج من هذا المأزق غير المستعصي ، دون المس بجوهر هذه المقاومة وشعبيتها ، من جهة ، وقمعها من باب حرصنا الزائد عليها ، من جهة اخرى ، حينها سنكتشف اننا ضد اي شكل من اشكال المقاومات ، بالرغم من ان شعبنا يختزن من الطاقات الخبيرة والمجربة العدد الكبير ومن بينهم المناضل عباس زكي الذي بمجرد اطلاق سراحه سنراه غدا على رأس مسيرة اخرى لتسجيل أهداف جديدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق