الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

عن إضراب الوكالة وأشياء اخرى

انتهى "العمل التطوعي" تقريبا في بلادنا ، لكي تجد من يهب لمساعدة المزارعين قطف زيتونهم ، الذي تشهد ساحاته معركة غير عادلة مع غلاة المستوطنين الذين أحيانا يقطعون اشجاره ويحرقونها واحيانا يحولون دون اصحابه من الوصول اليه . عدد كبير من المزارعين في هذا العام قالوا انهم عندما وصلوا لقطفه وجدوه بدون زيتون واحيانا بدون اغصان رغم انه ليس في المناطق المتاخمة للمستوطنين ومستوطناتهم .

في مخيم الدهيشة ، الذي ليس فيه زيتون ولا باذنجان ، تتراكم اكوام قمامته بطريقة ملفتة للنظر ، بسبب الاضراب العام الذي ينفذه اتحاد العاملين منذ الخميس الماضي ، وهو اضراب عادل خاصة في المسألة المتعلقة بأن رئاسة الوكالة تصر على حسم بدل ايام الاضراب الذي تم تنفيذه في حزيران الماضي ، حيث عرّضنا الاتحاد للنقد ، لكن في هذه المرة فإن موقف الرئاسة المتشدد ازاء حسم ايام الاضراب ، مسألة مستغربة ومستهجنة ، بل انها منافية لكل تاريخ الاضرابات وللعمل النقابي بأسره . وحتى ما جاءت به السيدة وينشستون مديرة العمليات في بيانها الصحفي لم يكن ليقنع أبسط اللاجئين موظفين او منتفعين مما تبقى من خدمات هذه المنظمة الدولية العريقة ، بعكس ما كان عليه الوضع في الاضراب الماضي ، حيث وقف الناس مع الادارة ضد الاتحاد الى حد كبير .

في الماضي البعيد ، كنت تجد الناس من كل الفئات العمرية يهبون للتخلص من النفايات كي يبقى المخيم نظيفا ، فهي اولا نفاياتهم ومخلفاتهم ، وهي بالتالي تشوه وجه هذا المخيم التقدمي الذي عرف بعناده وصلابته في مقاومة الاحتلال ، والذي وصل بإسرائيل القول ان هناك مكانين في العالم لا تستطيع اسرائيل حماية عملائها فيهما : جنوب لبنان ومخيم الدهيشة .

كان العمل التطوعي منهجا وطريقا قصيرا للبناء ، للدرجة التي نذكر ان شوارع المخيم الداخلية تم تعبيدها بالاعتماد على ذاك الجهد وتلك السواعد ، ولترجع السيدة المحترمة ويشنستون الى دفاتر وكالتها لتنظر حجم الموزانات المرصودة مقياسا بما يتم رصده اليوم ، منذ سنتين تقريبا وشوارع المخيم تتعرض لحملة تحفيرات ، مرة للبحث عن المجاري التي تلوث المياه ومرة عن شبكة المياه المتآكلة ، للدرجة التي يعتقد المرء انهم بصدد بناء نيو يورك .

انذاك ، كان يتم تعطيل الدراسة كي يتسنى للشباب مساعدة المزارعين قطف زيتونهم . و وصل الامر ببعض الجامعات ان تعتمد الطلبة الذين يشاركون في الاعمال التطوعية وتمنحهم ساعات معتمدة ، مثل بير زيت وبيت لحم .

ستتراكم اكوام القمامة في كل المخيمات ، و ستتحول الى مكاره ستؤثر على المدن ، خاصة المدن الحديثة ، كالدوحة مثلا المتاخمة لمخيم الدهيشة ، وسيتفاقم الوضع الصحي ، لكن الاصعب من كل ذلك ان ينظر الاولاد الذين لا يذهبون الى مدارسهم نظرة الحزن القديمة : لماذا يذهب الآخرون وهم لا يذهبون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق