الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

نوبل السلام ذهبت لمن لا أعرف من 11-10-2010

ذهبت نوبل السلام هذا العام لشخص صيني لم أسمع به من قبل ، وحين بدأت وسائل الاعلام تردد اسمه لكي نعرفه ونحفظه ، بالكاد استطعت نطقه ولفظه ، و انتابتني مشاعر اقرب للمس والجنون منها الى أي شيء آخر . واول ما تساءلت : هل اللجنة النوبلية الموقرة تعرفه من قبل ، خاصة ان لا أحد منها شرق آسيوي ولا حتى من القارة المذبوحة كلها ، يستطيع ان يلهج بلغاتها بدءا بالصينية مرورا باليابانية وانتهاء بالعربية .

وسائل الاعلام بدأت تؤكد بما لا يدع مجالا لشك أي انسان في زمن العولمة من شمال الكوكب حتى جنوبه أن الصيني جدير بالجائزة ، فهو أسير في السجون الصينية ، وكأن امريكا خالية من السجون ، التي وصل الامر بها ان تفتحها خارج حدودها ، مثل غوانتمو وعشرات السجون السرية التي بالقدر الذي تم الكشف عنها فإن المخفي منها ما يزال أعظما .

بطل السلام العالمي الجديد ، محكوم لتاسجن الفعلي احد عشر عاما ، لكنه لم يمض منها سوى سنة واحدة او أقل . هل اللجنة النوبلية استطاعت في اقل من عام ان تتبع منجزات وتضحيات هذا الاسير كي يحصل منها على ارفع جائزة دولية في السلام .

لكن لماذا نوبل للسلام ؟ ما هو السلام الذي أنجزه الرجل لكي يحظى بمثل هذه الجائزة .

ما هوّن علي قليلا وأخرجني من نوبتي المجنونية ، هو انها ، الجائزة ، كانت قد ذهبت الى من هم أكثر سوءا ، رابين وبيرس ومناحيم بيغن ، الله أكبر ، ثلاث زعماء لدولة واحدة ، هذا يعني ان السلام في هذه الدولة قد انتعش وشرش جذورا عاتية في الارض ، وتمدد الى الاراضي المجاورة واثمر حرية واخاء ومساواة ومحبة ونماء ورخاء . ولا داعي لتذكير الناس بسجل هؤلاء "السلامي" فهو حافل للدرجة التي وصلت بدولتهم اليوم ان يعلنوها نقية خالية من أي دين آخر ومفتوحة أمام الملايين ممن تم استجلابهم من روسيا وعلى رأسهم السيد ليبرمان الذي لا نستبعد حصوله على الجائزة في قادم الاعوام .

في العام الماضي ـ منحت اللجنة جائزتها للمستر اوباما قبل أقل من سنة على تسلمه رئاسة امريكا ، للدرجة التي لم يستطع فيها الرجل اخفاء دهشته حين قال انه لم يفعل شيئا بعد يستحق فيها ان ينال هذه الجائزة العظيمة ، لكنها بدون شك سوف تحثه على صنع السلام الذي لا يتعدى اقناع اسرائيل تجميد استيطانها شهرين آخرين ، ومن أجل ذلك قدم لها تسهيلات واغراءات ومنحات وصفقات ، بعدها يمكن ترشيحه ونتنياهو لنيل جائزة اخرى ولكن هذه المرة بالتناصف بينهما ، كما مع بيغن والسادات ورابين وعرفات ، رحمهم الله جميعا ومعهم جائزة نوبل للسلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق