الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

الدين عنصر ... مبروك عليكم عنصريتكم 15-10-2010

في وجهتي النظر الدينية والعلمية ، لم يكن هناك أحدا أحسن من أحد ، بغض النظر عن لونه أوجنسه أودينه ، بل إن التركيز على واحدة من هذه العوامل عدت نقيصة ، وفي لغة اليوم "عنصرية" وهي المرادفة لكل الصفات الكريهة النابية والمناقضة للأخوة والمحبة والعدالة والديمقراطية وحقوق الناس .

فمن الوجهة الاولى "الدينية" فإن الله في جميع الديانات السماوية التي بالكاد يتعدى عمرها خمسة الاف سنة مقارنة بعمر الانسان المديد ، فإن الله خلقنا من اب واحد وام واحدة "آدم وحواء" الامر الذي يؤكد مسألة الاخوة ، بمن في ذلك الاشقر والاسمر والاصفر والذكر والانثى والمسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والسنسكريتي ، الصيني والهندي والانجليزي والماليزي . وتجد في جميع الديانات ما يؤكد عدالة الله بين ابنائه ، ولهذا يقول في محكم كتابه الاخير "يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم" ويقول رسوله الكريم "لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى" .

في عام 1975 ، وسمت الجمعية العامة للأمم المتحدة الصهيونية بأنها حركة عنصرية ، وبعد ست عشرة سنة ألغت عنها هذه الوصمة ، واحتفلت اسرائيل "ابنة الصهيونية" بذلك ، كان النظام العالمي الجديد بقيادة امريكا قد ابتدأ ، وكان العرب قد بدأوا يغازلون اسرائيل عينك عينك ، في حين نظّـر بعض الفلسطينيين انذاك لصهيونية جيدة / صالحة ، واخرى سيئة / رديئة ، كما لو أنها بطيخة حمراء/ حلوة ، او شهباء / قرعة .

اليوم ، تريد اسرائيل ان تكون دولة يهودية ، وتريد من ضحياها المباشرين ان يعترفوا لها بهذا الحق ، ولا تملك الضحية الا ان تقول لهم هذا شأنكم الذاتي الداخلي ، نحن اعترفنا لكم بما هو أهم وأخطر ، اعترفنا لكم بدولة اسرائيل على ارضنا ، واقامت دول عربية ذات وزن سلاما بمضمون حضاري يرسم ملامح مستقبلية جديرة بالاهتمام . اما اعلانكم دولة يهودية ، فهذا من شأنه ان يغرقكم في عنصرية مكشوفة ، اقله ستجدون من يتذكر دينه بعد ان تغاضى عنه كمقوم قومي قرونا من الزمان .

لقد توصل المفكر العالمي الفلسطيني ادوارد سعيد الى ان التمييز بين الولد والبنت هو تمييز عنصري ، والتمييز بين الغرب والشرق هو تمييز عنصري ، فما بالكم بالتمييز القائم على الدين . وهل سينتهي عند حد مسلم / يهودي / مسيحي ؟ الا يوجد تمييز سني شيعي في الاسلام ، وروم وارثذوكس في المسيحية وسفارديم واشكانزيم في اليهودية .

واذا كان ادوارد سعيد وغيره من المفكرين المبدعين قد توصلوا الى كل ذلك ، فإن أحد القساوسة القدماء قال للطير وللسمكة : "اخي الطير ، اختي السمكة" تعبيرا عن اننا جميعنا بما في ذلك الحيوانات قد جئنا من خلية حيوانية واحدة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق