الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

بين حجري نجاد وادوار سعيد على اسرائيل 9-10-2010

تثير الزيارة المزمعة لأحمدي نجاد الى الجنوب اللبناني بعد ايام زوابع واعاصير ، وتحرك الكثير من المياه التي تبدو راكدة في برك المنطقة ، وما هي كذلك ، وتتعدى بالمحتوم حالة القلق والتحذيرات التي صدرت من امريكا واسرائيل ، تبعتها ضغوط دبلوماسية لإلغائها ، لكن نجاد ومضيفيه يزدادون تمسكا بها ، بل رشح انه سيضع زهورا على ضحايا مجزرة قانا التي ارتكبها الحمائمي شمعون بيرس بعد ان اصبح رئيسا للوزراء اثراغتيال رابين ، ربما للتأكيد ان الفرق بين هذا الاسرائيلي وذاك لا يتعدى الفرق في لون الريش .

لكن الاخبار تناقلت انه سيلقي حجرا على اسرائيل ، وفي هذا ليس هناك اي شيء جديد ، فالرجل معروف بعدائه الشديد لهذه الدولة ، بل ويجاهر به في كل موقع وفي كل وقت من انه سيزيلها عن الخارطة ، وان تسلحه النووي له هدف رئيسي واحد ، وان علاقاته مع حزب الله علاقة متينة ، بل ان البعض يعتبره مخلبه العربي الاسلامي الشيعي في المنطقة كلها ، وحتى لو تم اقناعه بإلغاء الخطوة ، من باب الكياسة واللباقة ودبلوماسية الرؤساء ، فإن هذا لن يغير شيئا مما يكتنزه الرجل في داخله ازاء اسرائيل ، بإمكانه ان يتلفظ بكلمات نابية ضدها بالفارسية الفصحى ، او ان يبدي اي حركة من يده او قدمه او فمه ، فيقوم ذلك مقام الحجر .

قبل سنوات من وفاته ، اختار ادوارد سعيد الذهاب الى بوابة فاطمة والقى بدوره حجرا على اسرائيل ، لم اقرأ الكثير عن تلك الحادثة ، لكني كنت قرأت كتابا لهذا المفكر العالمي وضعه عام 1980 وعنوانه "تغطية الاسلام" يتنبأ فيه بما يحدث اليوم ازاء كل حروب امريكا مع الاسلام ، كانت امريكا يومها ، و"الاسلام" معها ، ضد العدو الشيوعي والخطر الذي يمثله الاتحاد السوفياتي ، وربما ان مساحة كبيرة من الكتاب جاءت متعلقة بايران وثورة الخميني واحتلال السفارة الامريكية واحتجاز طواقمها كرهائن ومحاولات تخليصهم في عمليات انزال عسكرية فاشلة . طبعا كانت امريكا هي الدولة الوحيدة التي آوت الشاه الفار ، وكانت بنوكها تحتفظ بعشرات ملياراته التي نهبها بالطبع من الشعب الايراني . وكانت ايران الشاه وفق عقلية الداهية الاستعماري هنري كيسنجر تشكل امريكا الشرق الاوسط ، كما كوريا الجنوبية تشكل امريكا الشرق الادنى ، ومعروف كيف ما لبثت ان تعرضت الثورة الجديدة الى شن الحرب من قبل النظام العرقي والتي استمرت ثماني سنوات ، حرقت اخضر الدولتين ويابسهما دون تسجيل اي انتصار أو هزيمة .

"حمق فاحش" يسمي ادوارد سعيد هذه العقلية التي تنظر الى الاسلام النظرة الدونية ، يقول "من المحال ارغام مجتمعات تبعد الاف الاميال مكانا وهوية عن عالم الاطلسي ان تلتزم بما نريده منها ... انها شهادة مخيفة ما يختفي داخل عقول واضعي السياسات من حاجة عميقة الجذور الى العدوان والغزو ، واما وجود البعض من ابناء تلك البلاد المطيعين فإنهم ينتمون الى التاريخ البذيء للتعاون مع الغزاة وليس كما يزعم البعض من دلائل النضج الجديد في العالم الاسلامي" . انتهى الاقتباس ، في انتظار محمود احمدي نجاد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق