الخميس، 26 أغسطس 2010

المراهنون ايجابا وسلبا على المفاوضات 23-8-2010





أنا مع المراهنين على المفاوضات ايجابا ومع المراهنين عليها سلبا ، فهؤلاء وأولئك هم جميع جماهير الشعب الفلسطيني هنا وفي الشتات ، وبينهما يتم الحراك السياسي بين الموقفين ، فحين يزداد عدد المراهنين ايجابا ، ينقص عدد المراهنين سلبا ، والعكس صحيح .

نسبة كبيرة من المراهنين ايجابا يمنون النفس بأحلام جميلة ، وحين تنهره أن : استيقظ ، يقول لك : احلام نومي الجميلة افضل من كوابيس واقع صحوك المؤلم . تتفق معه ، وربما تذهب بعدها الى النوم مباشرة كي تجد ضالتك ، لكنك لا تجد إلا نسخا أخرى من الكوابيس .

نسبة من المشتغلين بالمفاوضات والمراهنين ايجابا عليها لهم مصالح في هذا البيدر ، ومعظم زراعتهم فيه زراعة موسمية ، وان استغرقت عشرين عاما ، بعضهم اصبح الآن شريكا في البيدر ولا يهمه بقية البيادر الاخرى التي ضربتها اسراب الجراد وقطعان البوم . وعندما اختلفوا تقاسموه ، وظلوا يزرعونه مفاوضات في الضفة ورفضا لها في غزة .

نسبة ثالثة من المراهنين ايجابا تحاول عقلنة استئناف المفاوضات التي كان اسحق شامير رئيس الحكومة الاسرائيلية قد جاهر برأيه وفاجأ العالم عشية ابتدائها قبل تسع عشرة سنة من مدريد انه يريدها ان تمتد لعشر سنوات ، وها هي تمتد لعشرين ليتم استئنافها الآن في واشنطن دون ان يظهر لها سقف زمني محدد ، مع فارق ان العمر الافتراضي للمفاوضين لا يتسع لعشرين سنة أخرى .

هؤلاء المتعقلنون والمتمنطقون ، يقولون ما باليد ولا حيلة ، امريكا تضغط علينا ، وهذا ليس أكثر من منطق ارسطو الصوري . لماذا تضغط امريكا عليكم وتنجح وتضغط على حزب الله مثلا ولا تنجح ؟ لأنها اعتادت على أكل أكتافكم ، وفي بعض الاحيان تطعمكم منها . لماذا اعتقدتم ان اعترافها بمنظمتكم فبل ثلاثين سنة كفيل بأن يقيم لكم الدولة المستقلة بقيادة الرئيس الرمز وعاصمتها القدس الشريف ، وها هي الدولة المزعومة اصبحت مقتصرة على الضفة بدون القدس وبدون القائد الرمز وبدون غزة .

لكن من حق المراهنين سلبا على استئناف هذه المفاوضات تذكير المفاوضين ان بوش طرح مشروع خارطة الطريق ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ـ عام 2004 ، قبل وفاة ياسر عرفات وقبل تقسيم البيدر ، ووافق عليه ياسر عرفات الذي سمع به عبر الاذاعات ، وانه ، بوش ، وعد بأن يكون عام 2008 عام الدولة المستقلة بدون عرفات ، وبالامس القريب كفر ابو مازن بوعود الدولة المستقلة النزعومة وهدد بالانتقال لخيار الدولة الواحدة .

من حق المراهنين سلبا بعد ان يفيقوا من نومهم بدون احلام جميلة ان يعودوا للمراهنين ايجابا فيحملونهم مسؤولية خراب بيادرهم والواقع التعس الذي يعيشونه نهارا ، وبالتالي كوابيسهم الليلية على اعتبار ان الاحلام انعكاس للواقع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق