الاثنين، 2 أغسطس 2010

الف مبروك للعريس 23-7-2010

ذهبت قبل أيام لأقلب اوراقي القديمة على قلتها ، فمنذ ان أيقنت مع ملايين الناس ان التحرير بات اشبه بالمستحيل في الزمن المنظور ، لم أعد أهتم بأية اوراق او حتى وثائق . عودتي للتقليب ، كانت للبحث عن رقاع دعوة زفاف غريبة وصلتني من أحد المعارف ، تخرج من الجامعة وكذلك الفتاة التي اقترن بها يعد ان تعارفا على مقاعد الجامعة واحبا بعضهما بعضا وآن أوان التكليل والقران . وجه الغرابة الذي دفعني للاحتفاظ بالدعوة ، انها تغفل اسم العروس عمدا وتعمدا ، إذ ترك مكان اسمها فارغا الا من صورة وردة صغيرة ، ولم احتج يومها الى الكثير من الذكاء كي أكشف ان سبب حجب اسم العروس هو الحلال والحرام ، اذ يؤمن البعض ان اسم المرأة اشبه ما يكون بالعورة ، وان الزوج او الاب او الاثنين معا يتفقان على حجب اسمها .

في الكثير من المؤسسات الحكومية ، يرد عليك صوت نسائي ، فيقول لك انها ام محمد او ام جميل او ام عبد الرحمن ، وفي احد المرات ردت علي امرأة قالت انها ام سليمان وكنت اعرف انها ليس لديها ابن ذكر بل ثلاث بنات ، فبادرت ابارك لها قدوم "ولي العهد" ، حيث لا اعتراف بولية العهد ، نفت ان يكون قد جاء ، لكن تيمنا في انتظاره تكني نفسها باسم حميها (والد زوجها) من جهة ، وتحجب ذكر اسم ابنتها من جهة ثانية .

مسألة الحجب لا تقتصر على مؤسسات الدولة ، بل على مؤسسات المجتمع المدني وكذلك على عدد من الشركات التي يتطلب ويتوجب احيانا ذكر اسم الموظفة . وفي انتخابات بلديات قديمة جاء الزوج يروج لزوجته وهي مهندسة التي ستخوض الانتخابات ، لكنه رفض ان يذكر اسمها . ولم يكشف عن اسم سيدة الا بعد ان أسميت كوزيرة ، واقسمت امام الرئيس ، لكن بعد ذلك سرعان ما حجب الاسم وبقيت الكنية "ام مصعب" .

في التوجيهي التي ظهرت نتائجه مؤخرا العديد من الطالبات المبرزات من مناطق مغلقة ، احدى المدارس تحظى باستمرار حصول اثنتين او ثلاث من طالباتها من العشرة الاوائل ، لكن حين تبحث عنهن بعد بضع سنوات تجدهن ربات بيت لا أكثر .

المهم ، عدت للبحث عن رقاع تلك الدعوة الذي يسقط اسم العروس ، لكي اتخلص منه ، لا داعي للاحتفاظ به ، فهو لم يعد نادرا ، لأن الكثير من رقاعات دعوة اصبحت تصلني يسقط منها اسم العروس . والف مبروك للعريس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق