الاثنين، 9 أغسطس 2010

طاقية حماس لا تناسب كل الرؤوس

شعرت بحالة غم جديدة من عدة تصريحات صادرة عن عدد من الناطقين بإسم حماس في غزة تهاجم "سلطة فتح" في الضفة من انها تشن حربا على الدين ، بحيث جاء بالحرف "الحرب امتدت من محاربة المقاومة الى محاربة الدين" ، ولم يكن السبب في هذا الهجوم الديني مقتصرا على قرار وزير الاوقاف محمود الهباش "خفض صوت الآذان ، بل طرد اعداد كبيرة من المؤذنين وأئمة المساجد والخطباء والمحفظين الى جانب ترك الف مسجد بدون امام ومؤذن "... الخ .

وبعيدا عن اي هجومات ودفاعات عن هذا من ذاك ، فإننا نستطيع قراءة خلاف سياسي بين اسطر التصريحات ، وخفض الآذان بالسماعات المدوية ليست مسألة فقهية وقد افتى بها الكثيرون في العالم الاسلامي ،تأييدا ومعارضة ، خاصة صلاة الفجر ، حيث ينام البعض ممن يعملون ليلا كالممرضين وعمال الفنادق والمطارات والشرطة في ساعات الصباح ، او المرضى الذي يمكن ان يكون الصوت المدوي مؤرقا لهم . وقد قرأنا مؤخرا عن فتوى مصرية انه "لا يجوز ابلاغ المريض كل صباح بأن الصلاة خير من النوم".

من يستمع لصوت الآذان الذي يبعث على الطمأنينة والايحاء ان النهار قد ولج وانه يجب الاستعداد للنهوض بهمة ونشاط وبعبارات تقليدية تمتم بها اباؤنا واجدادنا " يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم" " اصبحنا واصبح الملك لله ولا اله الا الله " والام تحث ابنها الكسول ان يذهب للبحث عن عمل : "الله يوزع الرزق باكرا " . كل ذلك كان بصوت آدمي لا بد ان تقدره وتحترمه وتستجيب لبحة صوته الحبيبة والمقربة الى قلوب الناس . وانت تعرف انه يفعل ذلك تطوعا وتقربا الى الله وعبيده ، لا الى المرتب الشهري .

ليس هناك اية غضاضة في ان نختلف سياسيا وفكريا وعقائديا ، لكن من غير المقبول إلباس هذه القبعة لذاك الرأس والتشعبط على الدين واستغلاله في الطالعة والنازلة بما في ذلك التهجم على محافظ نابلس من نفس تلك القبعة و على الرئيس ابو مازن موافقته على قوات دولية بغض النظر عن دينها ، رغم معارضتي للقوات الدولية حتى لوكانت كلها مسلمة، و حماس تدرك ان فتح ليست حركة دينية ولا يجوز الباسها القبعة اياها ما لم تبادر هي بالاعلان عن رغبتها بارتدائها .

حركة الجهاد حركة دينية ، لكن حماس تخيط لها قبعة اخرى هي وقف الجهاد ووقف اطلاق الصواريخ . قبل ايام قمعت حماس مظاهرة حزب التحرير في ذكرى سقوط الخلافة الاسلامية ، لماذا لم يتهمها احد بأنها تشن حربا على الدين .

على حماس ان تترك الخلق للخالق و لكل حركة حرية اختيار برامجها وشعاراتها وتكتيكاتها ، كما سمح لها الآخرون ان تفعل ، والجماهير هي التي تقرر الغث من السمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق