السبت، 20 نوفمبر 2010

هذا وطن منهوب 5-11-2010

إذا كانت مسألة تمكين فريق التحقيق الدولي في إغتيال الرئيس الحريري قبل حوالي ست سنوات ، غير واضحة المعالم ، بين من يؤيدها من اللبنانيين ، لمعرفة حقيقة اغتياله والجهة التي تقف وراءها - المتهم هنا هو حزب الله - وبين من يعارضها ، بدعوى انها تطول كل المقدرات اللبنانية بما في ذلك الاسرار والمعادلات والمقدرات وحتى الافكار والاراء في رؤوس الناس والتطلعات والمشاعر في صدورهم ، ولهذا وصلوا الى العيادة الطبية وبياع الهريسة .

نقول اذا كان هناك خلاف حول ذلك ، فما هو الخلاف حول تقسيم السودان بين شمال وجنوب ، والتوصل الى "الحل العادل" المتمثل بالأستفتاء ، ونسأل من هو الذي يستفتى على ارضه وتراب وطنه ، هل يجوز لشعب ولاية لويزيانا التي ضربها اعصار كاترينا ومعظم سكانها من السود ان يطلب اليهم الاستفتاء على الانفصال عن الولايات المتحدة بعد "العار القومي" الذي ارتكبته حكومة جورج دبليو بوش بحقهم والمساعدات التي تأخرت بما يكفي لتشريد اكثر من مليون انسان وخسائر تقدر ب300 مليار دولار وانتشار اعمال النهب والسرقة وحتى الاغتصاب . ... الاقتراح الاخير الذي قدم عند هذا المذبح ، هو اتحاد كونفدرالي .

وماذا عن العراق ، الذي حضرت جحافل الحضارة والرقي والتقدم لتخليصه وتخليص العالم من ديكتاتوره وهتلره صدام حسين ، مات صدام حسين دون ان يرمش له جفن ، ومات جميع اركان قيادته التي طبعوا صورهم ووزعوها على ورق الشدة وبقي فقط طارق عزيز في انتظار التنفيذ ، وحتى ولدي صدام عدي وقصي ومعهم الحفيد الصغير مصطفى تم اعدامهم ، وتشردت بناته في المنافي ، فلماذا تظل امريكا هناك . وهل أحد يصدق ان امريكا ستنسحب حقا من العراق وفق الجدول الذي أعلنه الرئيس اوباما عند توليه الحكم قبل ان يفرغوا مخزونه النفطي وقبل ان يقسموه شر تقسيم بحيث لو سقط في يد ايران فلن يسقط أكثر من قطعة واحدة ، تكون اسرائيل قد نالت حصتها منه .

حتى مصر التي جنحت للسلم ، والتي يعيش مواطنها كفاف يومه ، ويعلن عن حد ادنى للأجور لا تقل عن اربعماية جنيه شهريا ، حوالي مئة دولار ، وفي اسرائيل الفان وخمسمائة دولار ، اي خمسة وعشرين ضعفا ، بدأت ايدي الخفاء والظلام تعبث بمياه نيله .

أما فلسطين ، فهي قضية محسومة ، وبالكاد يدور الحديث فيها عن تجميد للاستيطان ، وهذا التجميد لا ينجح ، ولن ينجح ، فهناك امور اخرى غير محسومة ، وعلى المعسكر اياه ان يتفرغ لها ، محليا واقليميا وعالميا ، نقصد ايران وسوريا وحزب الله واليمن الجنوبي وتركيا أردوغان ، وطبعا العراق الجديد ، عراق بدون صدام .

****** ****** ******

وطني البدوي ... نساؤك منهوبة

ويباهي رجالك نصرا بأعضائهم فرحين

فما زالت العاصمة /

تب قوم زعاماتهم أرنب عصبي جبان

وعزمهم خصية نائمة /

اسكتوا...فالحكومات في أستها نائمة /

لا..لا..فحكومتنا دون كل الحكومات

فزت من النوم شاهرة سيفها /

وعلى صدرها ما تشاء من الأوسمة/

طعنتنا وبشهد الإله مثل البقية مستلزمة

مظفر النواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق