الاثنين، 22 نوفمبر 2010

ثلاثة مليار دولار في ثلاثة اشهر ما يعادل 50 الف في الدقيقة

هاتفني صديق يواظب على قراءة مقالتي يسأل عن مدى دقة ما جاء في المعادلة الاخيرة من ان يشتمل التوسع الاستطياني في القدس ، والذي لم تشمله الصفقة الامريكية الاسرائيلية الاخيرة ، على كل المناطق المتاخمة للقدس ومستوطانتها من جهة محافظة بيت لحم ، بما في ذلك بلدات فلسطينية عريقة ، مثل بيت جالا و بيت ساحور وبتير وحوسان ونحالين والولجة والرشايدة وكيسان وزعترة . وهو محق في استغرابه ودهشته ، ما عدا حقيقة أن الحركة الاستيطانية عبر ثلاثة عقود من الزمن قد نجحت في إنشاء عشرات المستوطنات غير العشوائية ، ابتداء بجيلو وقبلها عصيون مرورا بتقوع وافرات وبيتار ومعها بيتار عيليت وتقواع وال ديفيد ونيكاديم و معاليه عاموس واليعازر ونفي دانيال وهمتوس وجفعات يائيل وهار حوماة، عدا عن منطقة قبة راحيل ومنطقة عش غراب ، وهي مستوطنات تحيط ببيت لحم من جوانبها الاربعة وجميعها بدون استثناء تتبع رسميا لمدينة القدس ، وهذا هو الذي يفسر ربما ان مساحة بيت لحم من المنطقة المصنفة سي بحوالي 70% من مساحة بيت لحم الكلية وفق معهد اريج للابحاث التطبيقية . واذا افترضنا ان الاستيطان سيتوقف في القدس والضفة فانه لثلاثة اشهر تجميدا وليس توقيفا . بعدها تتعهد امريكا ان لا تطلب من اسرائيل توقيفا ولا تجميدا مرة اخرى .

الصفقة الاخيرة التي اطلق عليها المحلل البريطاني روبرت فيسك "رشوة امريكا لاسرائيل" تدلل على الخطورة القادمة ، حين قال انها رشوة تفوح منها رائحة عفنة ، ويقول : ثلاث مليارات دولار مقابل تجميد الاستيطان في الضفة بدون القدس لمدة تسعين يوما ، بمعدل 71 مليون دولار في اليوم ، اي 50 الف دولار في الدقيقة الواحدة . ويضيف في مقاله الذي نشرته الاندبندنت : و اذا ما تم اعتماد الصفقة فإنه يجب علينا ان نقول وداعا لآخر فرصة لأن يصبح الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عاصمة للدولة الفلسطينية ، بل علينا ان نقول وداعا للقدس ولفلسطين وللعدالة .

في عام 1988 اختار اسحق شامير الذي كان زعيما لحزب الليكود ان يطلق حملته الانتخابية من مستوطنة افرات ، قال يومها انه يتطلع الى اليوم الذي تستعيد فيه بيت لحم اسمها التوراتي "افراتا" ، وافراتا اليوم لمن لا يعرفها لها شواخص تدل على شمالها وجنوبها ومركزها ، وهي مع بقية المستوطنات المجاورة لها ترتبط مع غوش عصيون من ناحية ومع مستوطنة تقوع واراضي سعير والخضر وارطاس والمعصرة وام سلمونة من الناحية الاخرى ، وفيها حركة صناعية وسياحية واقتصادية ورياضية وتنفق من المياه والكهرباء ما تنفقه كل محافظة بيت لحم التي تخبو وتتآكل وتتقلص لتبقى محصورة في كنيسة المهد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق