هاتفني صديق يواظب على قراءة مقالتي يسأل عن مدى دقة ما جاء في المعادلة الاخيرة من ان يشتمل التوسع الاستطياني في القدس ، والذي لم تشمله الصفقة الامريكية الاسرائيلية الاخيرة ، على كل المناطق المتاخمة للقدس ومستوطانتها من جهة محافظة بيت لحم ، بما في ذلك بلدات فلسطينية عريقة ، مثل بيت جالا و بيت ساحور وبتير وحوسان ونحالين والولجة والرشايدة وكيسان وزعترة . وهو محق في استغرابه ودهشته ، ما عدا حقيقة أن الحركة الاستيطانية عبر ثلاثة عقود من الزمن قد نجحت في إنشاء عشرات المستوطنات غير العشوائية ، ابتداء بجيلو وقبلها عصيون مرورا بتقوع وافرات وبيتار ومعها بيتار عيليت وتقواع وال ديفيد ونيكاديم و معاليه عاموس واليعازر ونفي دانيال وهمتوس وجفعات يائيل وهار حوماة، عدا عن منطقة قبة راحيل ومنطقة عش غراب ، وهي مستوطنات تحيط ببيت لحم من جوانبها الاربعة وجميعها بدون استثناء تتبع رسميا لمدينة القدس ، وهذا هو الذي يفسر ربما ان مساحة بيت لحم من المنطقة المصنفة سي بحوالي 70% من مساحة بيت لحم الكلية وفق معهد اريج للابحاث التطبيقية . واذا افترضنا ان الاستيطان سيتوقف في القدس والضفة فانه لثلاثة اشهر تجميدا وليس توقيفا . بعدها تتعهد امريكا ان لا تطلب من اسرائيل توقيفا ولا تجميدا مرة اخرى .
الصفقة الاخيرة التي اطلق عليها المحلل البريطاني روبرت فيسك "رشوة امريكا لاسرائيل" تدلل على الخطورة القادمة ، حين قال انها رشوة تفوح منها رائحة عفنة ، ويقول : ثلاث مليارات دولار مقابل تجميد الاستيطان في الضفة بدون القدس لمدة تسعين يوما ، بمعدل 71 مليون دولار في اليوم ، اي 50 الف دولار في الدقيقة الواحدة . ويضيف في مقاله الذي نشرته الاندبندنت : و اذا ما تم اعتماد الصفقة فإنه يجب علينا ان نقول وداعا لآخر فرصة لأن يصبح الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عاصمة للدولة الفلسطينية ، بل علينا ان نقول وداعا للقدس ولفلسطين وللعدالة .
في عام 1988 اختار اسحق شامير الذي كان زعيما لحزب الليكود ان يطلق حملته الانتخابية من مستوطنة افرات ، قال يومها انه يتطلع الى اليوم الذي تستعيد فيه بيت لحم اسمها التوراتي "افراتا" ، وافراتا اليوم لمن لا يعرفها لها شواخص تدل على شمالها وجنوبها ومركزها ، وهي مع بقية المستوطنات المجاورة لها ترتبط مع غوش عصيون من ناحية ومع مستوطنة تقوع واراضي سعير والخضر وارطاس والمعصرة وام سلمونة من الناحية الاخرى ، وفيها حركة صناعية وسياحية واقتصادية ورياضية وتنفق من المياه والكهرباء ما تنفقه كل محافظة بيت لحم التي تخبو وتتآكل وتتقلص لتبقى محصورة في كنيسة المهد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق