السبت، 20 نوفمبر 2010

استدراك للدكتور الزهار 8-11-2010

اليهود الذين طردتهم بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول التي ذكرها القيادي الكبير في حركة حماس محمود الزهار ، هم ليسوا نفسهم اليهود الذين جاءوا لاحتلال فلسطين وأقاموا عليها دولة اسرائيل قبل ما يزيد على ستين سنة ، فهؤلاء متحالفون مع الدول الاستعمارية التي استعمرت عشرات دول العالم واستوطنت فيها ، فرنسا التي احتلت الجزائر لأكثر من مئة وثلاثين سنة ، اي ضعف عمر دولة اسرائيل ، منعت اللغة العربية على سكانها ، للدرجة التي وصلت بأحد قادة تحريرها حين وقف ليخطب في يوم النصر ، انه بكى وجلس ، لأنه لم يكن ليجيد اللغة العربية .

فرنسا هذه ، التي طردت اليهود ، كما يقول الدكتور الزهار ، هي نفسها فرنسا التي أنشأت لهم مفاعل ديمونا النووي ولما يمض على انشاء اسرائيلهم اكثر من ثلاث سنوات ، لم تكن قد وصلت نهايتها في الجزائر بعد . هل أحد يصدق ان دولة لم يمض على تأسيسها سوى سنوات ثلاث تستطيع ان تمتلك مفاعلا نوويا ينتج القنابل والرؤوس النووية ، في حين تحرم دول عريقة من امتلاكه ، حتى ولا مفاعلات سلمية كالذي تعمل عليه بعض دولنا العربية في ايامنا الراهنة .

وبريطانيا يا دكتور الزهار ، التي منحتهم الوعد المشهور الذي مرت ذكراه الثالثة والتسعين المؤلمة قبل أيام ، اي قبل قيام الدولة بنحو ثلاثين سنة ، جيل كامل من التخطيط والتآمر والاعداد الاستعماري والاستيطاني ، مات خلاله لربما المانح والممنوح ، الغادق والمغدوق ، هذا التخطيط بعيد المدى لم يكن له الا دين واحد ، هو الاستغلال والاستثمار والطمع والاتجار بدماء الناس واوطانهم وخيراتها .

وأظن انه لا ينطلي على أحد ان يكون بيرس او بن غوريون او بيغن او رابين او اولمرت او شارون ، يهود متدينون ، حتى نتنياهو الذي يطالب اليوم الاعتراف بيهودية دولته ، هو أبعد ما يكون عن الدين .

لو كانت هذه دولة اليهود لاستقطبت عشرات ملايينهم في العالم ، وانت تعرف كيف تم استجلاب من جلبوا ، ليس بالاغواء والخداع والاطماع فقط ، بل بزرع القنابل في احيائهم ودور عبادتهم . وحين لم يحققوا النجاح المرجو ، ذهبوا لاحضارهم من اثيوبيا وارتيريا وروسيا ، وعند وصولهم كانوا يطاهرونهم ، اي يستخدمون الموسى في قطع اللحمة الزائدة من اعضائهم التناسلية .

ليس للاستعمار بشكليه القديم والحديث دين سماوي ، فالدين جاء هداية للعالمين ، وجميع بني الانسان هم ابناء الله ، وجميع اصقاع العالم هي ارض الله ، والدين اليهودي هو اول الديانات الكتابية ، وفي ديننا الحنيف فإنه ليس لأحد فضل على الآخر الا بالتقوى ، ونظن ان من يحتل ارض الغير يفتقد لكل حدود التقوى بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه .

قبل ايام قالت الوزيرة السابقة شولاميت ألوني انها لم تعد تشعر انها تعيش في وطنها ، وقبلها بحوالي ستين سنة رفض ألبرت أنشتاين ان يكون رئيسا لهذه الدولة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق