السبت، 20 نوفمبر 2010

خريف حار وافاق متبلدة 12-11-2010

لا تتحمل القيادة الفلسطينية حرارة الخريف الذي نعيشه هذه الايام بعد الصيف اللاهب الذي صامه الناس في آب المنصرم ، وانتظروا انتهاءهما – رمضان الكريم والصيف اللاهب – بفارغ الصبر ، على امل ان يأتي الخريف فيضفي برطوبته وبرودته بعضا من السكينة على النفوس التي تترقب السلام والمصالحة بفارغ الصبر ، لكنها ، موجة الحر ، استمرت .

وأثناء تذكر الناس رحيل الرئيس ياسر عرفات قبل ست سنوات ، يتذكرون موجة البرد والمطر التي صاحبت تشييعه ، فيذهبون في المقارنة بين قيادته والقيادة الحالية الى أبعد مما تحتمل المقارنة حتى تصل الى الطقس التشريني في ظل القيادتين .

كان الوضع السياسي سيئا ، وما زال .

فأمريكا التي تمسك بزمام العالم هي نفسها امريكا منذ خمسين سنة وأكثر عندما اعتلت العرش خلفا للامبراطورية البريطانية ، ومن يقول غير ذلك بسبب مجيء اوباما خلفا لبوش ، فليقرأ نتائج الانتخابات الأمريكية النصفية الاخيرة التي أعادت حزب بوش الى الواجهة من جديد .

واسرائيل هي اسرائيل منذ بن غوريون و رابين وحتى نتنياهو مرورا بباراك وشارون واولمرت ، بل ان حزب رابين شريكنا في سلام الشجعان ، تراجع الى ان اصبح لاول مرة في تاريخه حزبا ثالثا حيث حل محله حزب ليبرمان الذي لا يستطيع خداع أحد بمن في ذلك الذين يحبون خداع انفسهم ، من انه ضد السلام أي سلام ، ولهذا اغتيل رابين عند ذاك المذبح .

وبالطبغ فإن القيادة العربية هي نفسها ، فهي حتى لا تتغير الا بالتدخل الالهي ، وهو أمر حتمي لا راد له ، وكنا نظنه خيرا ، الى ان تكشف لنا ان ابن الزعيم يتورث الحكم من بعد أبيه ، فيخرج علينا المفتي ليقول : هذا الشبل من ذاك الاسد

والقيادة الفلسطينية هي نفسها القيادة الفلسطينية ، فالرئيس عباس هو من الرعيل المؤسس ، وقد احتل في ظل عرفات منصب رئيس الوزراء الذي يحتله اليوم سلام فياض ، الذي كان في عهد الرئيس الراحل وزيرا للمالية ، صائب عريقات كان وما يزال كبيرا للمفاوضين وكذلك نبيل شعث وياسر عبد ربه ، قيادة جانحة للسلم ، للدرجة التي فاوضت فيه اسرائيل حوالي ثمانية عشر عاما ، لكن ستة منها فقط في ظل القيادة الحالية ، دون ان يتحقق السلام العادل ولا حتى نصف العادل .

على الصعيد الداخلي ، هناك اشياء ايجابية واخرى سلبية مردها لعقلية الرئيس الحالي الذي وعد في حملته الانتخابية التصدي للفساد ، ولكن هذه مهمة ليست سهلة على الاطلاق ، خاصة حين يكون هذا الفساد مستشريا ومتغلغلا . لقد كشف الرئيس الحالي وهو يقدم استقالته من رئاسة الوزراء بعد ثلاثة اشهر فقط من توليه المنصب "ان البنزين يغش بقرار " . لكن الارهاصات التي تدور في ذاتيات الناس انها وهي لم تحصل على السلام ، وبالتالي على الاستقرار ، لا في منحاه الاقتصادي ولا الامني ولا الروحي ، تذهب لإضافة المنحى الطبيعي ، بحالة الطقس والخريف الحار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق