الاثنين، 20 سبتمبر 2010

إصرار غريب على المفاوضات واصرار أغرب على إفشالها

يتبادر الى الذهن ونحن نرى نتنياهو واقطاب حكومته يتعمدون افشال المفاوضات مع السلطة سؤال كبير : لماذا كل ذاك الاصرار على بدء المفاوضات ؟

الذي راقب عن كثب او حتى عن بعد ، سلوك نتنياهو وهو يوسّط امريكا وغير امريكا لاستقدام السلطة الفلسطينية نحو المفاوضات ، اعتقد ان الرجل يريد ان يقيم السلام التاريخي بين الشعبين والدولتين وينهي هذا الصراع الذي استمر وما زال نحو قرن من الزمان الجديد ، زمان الكهرباء والتكنولوجيا والكومبيوتر والانترنت والاقمار الصناعية ، أضف الى ذلك ان المفاوضات لا تبدأ من الصفر ، بل هناك ارضيات واتفاقيات ومسودات وخرائط لها من العمر حوالي عشرين سنة ، ناهيك ان العديد من العقبات الكأداء قد تم دحرها او إزالتها أو ازاحتها ، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ، تطبيع الفصائل التاريخية لمنظمة التحرير نحو قبول فكرة السلام مع اسرائيل ، التخلص من ياسر عرفات شخصيا ، وضع أمني نموذجي في الضفة والقطاع ، بحيث اصبحنا نلاحق كل من يرجم اسرائيل ولو بحجر .

وإكراما لمحاولات نتنياهو المستميتة إزاء استئناف المفاوضات ، تفتق الذهن الامريكي عن ما سمي بالمفاوضات غير المباشرة ، ورغم اعلان كافة الاطراف انها فشلت ، الا ان نتنياهو اصر من جديد على المفاوضات المباشرة ، ولكنه أفشلها بدورها قبل ان تبدأ ، او بالأدق وهي لما تزل في طورها الاول رغم انها جرت في البيت الذي منه يقاد العالم (البيت الابيض) وفي الدولة العربية الأكبر والتي اول من دشنت السلام مع اسرائيل (مصر) ومن ثم في عاصمته "اورشليم" في بيته شخصيا .

هل كانت المستوطنات وعدم نزوله عند تمديد التجميد وتجميد التمديد والمرق في الثريد ، نهاية الشهر الجاري ، هي المشكلة ؟

مسكين القيادي الفلسطيني الذي يفكر على هذا النحو ، ويخرج علينا كل يوم ليخبرنا ان المعضلة هي في عدم موافقة نتنياهو على التمديد ، المستوطنات هي اسهل المشاكل وابسط العقبات اذا ما قورنت بالقضايا الأخرى مثل قضية اللاجئين ، وحتى قضية اللاجئين التي على ارضيتها احتدم الصراع وقامت الثورة ، فإنها أكثر سهولة من القضايا الجديدة التي تطرحها اسرائيل على طاولات المفاوضات طاولة وراء طاولة ، مثل قضية "عرب اسرائيل" التي طرحها ليبرمان مؤخرا ، وليبرمان هذا ليس شخصا ، بل وزيرا للخارجية ويمثل الحزب الثالث في اسرائيل بعد كاديما والليكود وقبل المعراخ ، بعكس وزارة خارجيتنا الذي واصل وزيرها الصعود اعلى فأعلى الشجرة حين صرح ان بناء وحدة استيطانية جديدة كفيل بأن يسحبنا من المفاوضات ، او ذاك الذي قال اننا سنحل السلطة . والحقيقة ان لا هذه ولا تلك نملك زمامهما . ويبقى سؤال "لماذا هذا الذي يفعله نتنياهو بشريكه في السلام" برسم الاجابة من الضالعين في السياسة والمفاوضات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق