السبت، 18 سبتمبر 2010

تفسير الماء بعد الجهد بالماء

الاستيطان وتمديد تجميده الذي ينتهي بعد ايام ، وعدم تمديد تجميده ، وحدود الدولة الفلسطينية العتيدة التي ستقوم بعد عشرات السنوات - حددتها الوزيرة الامريكية بعشر سنوات ، ونتنياهو بثلاثين - كانت من اكثر القضايا التي برزت على السطح بشكل طاغ خلال انطلاق المفاوضات المباشرة في البيت الابيض وتواصلها في شرم الشيخ فمنزل نتنياهو في "اورشليم" .

في مسألة يهودية الدولة الاسرائيلية ، خرّجها جورج ميتشل بفذلكة كلامية لا تنطلي على أحد ، بإستثناء من لا يهمه الموضوع من أصله ، كأن يقول لك : "دولتهم وهم أحرار فيها" ، لكن يهودية الدولة تعني تلقائيا تنظيفها من غير اليهود ، من جهة ، وعدم استقدام لاجئين اليها حتى أمد بعيد .

تمديد التجميد من عدمه ، جاء التخريج هذه المرة على لسان الوزيرة هيلاري – ربما لأن ميتشل ذهب الى دمشق ، وهي بالمناسبة سياسة امريكية اسرائيلية متبعة ، ففي كل مفاوضات مفصلية بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، كانوا يعمدون الى فتح حوار علني مع سوريا ، في محاولة للضغط الابتزازي التهديدي على الفلسطينيين ، مفاده : "إذا لم توقعوا معنا فإننا سنوقع مع سوريا"، وهذا ما كشف عنه بوضوح المبعوث المخضرم دنيس روس في مجلده "السلام المفقود" .

الوزيرة هيلاري قالت انها ستمدد التجميد الاستيطاني ثلاثة اشهر ، ليتم خلالها مناقشة حدود الدولة الفلسطينية . وهنا يأتي تفسير الماء بعد الجهد بالماء : فالدولة كما يشاع ستقام على الاراضي التي احتلت عام 1967 ، الا اذا أصبحت هذه الاراضي غير واضحة المعالم . وحتى المستوطنات التي بقدرة قادر اصبحت شرعية ، فإن الفلسطينيين وافقوا على استبدالها في كامب ديفيد قبل عشر سنوات بأراض مساوية لها "بالمتر والقدر" .

وإذا كانت الحدود واضحة كل هذا الوضوح ، ووضّحها أكثر فأكثر الجدار العنصري الذي يقاومه الناس مقاومة شعبية كل يوم جمعة في نعلين وبلعين والمعصرة وام سلمونة ، فأي مفاوضات هذه التي تجري على الحدود ؟

وعلى فرض انها تجري لتحديد اجراءات امنية وقوات دولية واقمار صناعية وبطاريات بتاريوت كالتي نصبت في مخماس وقت غزو العراق ، فهل هذا يتطلب الاستمرار في الاستيطان ؟ مرة تجميده ، ومرة تمديده ومرة اخرى عدم تمديده ؟

إذا كانت هناك نوايا حقيقية لاقامة دولة على الارض التي احتلت عام 67 فإن الحد الادنى المطلوب هو عدم البناء في اراضيها ، لا وحدات استيطانية ولا جسور ولا حتى طرق وشوارع . الامر نفسه ينطبق على المستوطنات الموافق على استبدالها ، فإنه ليس من حق من اقر استبدالها ان يعترض على البناء فيها افقيا وعموديا حتى لو ناطحت السحاب ، حينها يحجبون الشمس عنا مقدمة لحجب الهواء بعد ان حجبوا الماء . وبعدها يقولون انه السلام العادل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق