الخميس، 15 يوليو 2010

إن كانت هي السذاجة فبالامكان التخلص منها 9-7-2010


لا نظن ان الرئيس المصري السابق محمد انور السادات حين قال ان 90% من مشكلة الصراع العربي الاسرائيلي هي مشكلة نفسية ، لكي يعقدها اكثر مما هي معقدة ، بل لكي يهونها ويسهلها مقدمة لحلها ، ونميل للتأكيد انه كان سينبري لحلها شخصيا في غضون الحياة التي سيعيشها والتي كان يمكن ان تمتد في الظروف العادية لعقد آخر او عقدين من لحظة اطلاقه ذلك التصريح من ضمن جملة تصريحات نوعية اطلقها في السنة التي زار فيها القدس والقى خطابه في الكنيست قبل ثلاثة وثلاثين عاما ، اي ثلث قرن من الزمان ، وما يزيد على نصف عمر اسرائيل .

فيتضح لكل ذي بصر وبصيرة ان الرجل كان مخطئا ، شأنه في ذلك شأن جميع زعماء امتنا العربية الذين لم يحسنوا قراءة واقع اسرائيل ، خاصة اولئك الذين انتقلوا الى العالم الآخر بمن فيهم قادة الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم ياسر عرفات او قادة الثورة العربية وعلى رأسهم حافظ الاسد رحمهم الله وغفر لهم جميعهم .

ولو قدر للرئيس السادات ان يبعث من قبره لاعتذر للشعب المصري والامة العربية عما قاله عن جذر الصراع من انه نفسي ، فلقد تغيرت الأجيال ، قبل ان تتغير النفوس . الامر ينسحب على الاسد وحواراته المباشرة مع رابين الذي مات غيلة وجاء من بعده شريكه بيرس ثم معارضه نتنياهو ثم من بعدهما أخلص تلامذته باراك دون ان تتحرك الوديعة التي اشتهرت باسمه من جيب الرئيس الامريكي انذاك بيل كلينتون .

الامر ينسحب على الرئيس ياسر عرفات الذي قضى محاصرا في مقاطعة رام الله بعد ان تم ملاحقته في غزة وقصفت مقراته وطائراته والمطار والميناء والتلفزيون والاذاعة ، وهي الاشياء التي كان مؤمنا انها مقومات الدولة الحديثة ، كيف سيكون ردة فعله لوعلم انه منذ اتفاقية السلام الذي كان يحب ان يطلق عليه سلام الشجعان وعن رابين شريكه ، ان الاستيطان تضاعف ثلاث مرات قبل ان تطأ قدمه ارض الوطن ، وان القدس اصبح من المحظور علينا النظر صوبها ، وان الجدار الذي يلفها اضخم من جدار برلين وانه رغم قرار محكمة العدل الدولية بعدم شرعيته وضرورة ازالته قبل ستة اعوام ، فإننا لا نجرؤ على التوجه الى المحافل الاخرى من اجل تفعيله .

من يعتقد ان البرطعة الاسرائليية مقتصرة على الاستيطان و القدس وسلوان والشيخ جراح والاقصى وباب المغاربة وبيت صفافا والولجة وبيت حنينا ، فهو مخطيء نفس خطأ القيادات الميتة ، فغزة تئن تحت حصار لم يعد بإمكان حتى من لا يعايشوه احتماله ، ولهذا بدأوا بالتوافد ودفع ارواحهم ثمنا لفكه ، والضفة معازل صغيرة تفصلها عشرات حواجز الاذلال اليومي ، حتى لؤلئك الذين يحملون التصاريح او ما تسميه اسرائيل بطاقات vip وهي التي تلاحق نوابا لكي تبعدهم وذنبهم انهم من القدس ، لكنها تلاحق نوابا في كنيستها ذنبهم انهم عرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق