الاثنين، 19 يوليو 2010

عشية اخر ثوري لفتح في السنة الاولى من المؤتمر العام 16-7-2010

اجتماع المجلس الثوري الفتحاوي والذي سيعقد خلال ايام هو الاخير في السنة الاولى منذ عقد مؤتمر الحركة العام السادس في آب الماضي بعد توقف دام عشرين سنة ، وهي مناسبة ان نبرق له مهنئين بهذه الملاحظات الخالصة عشية انعقاده .

وقبل البدء بتوجيه الملاحظات ، لا بد من التأكيد ان ليس هناك من استطاع ان يأخذ مكان الحركة في قيادة الشعب ، رغم ان هزيمتها في الانتخابات التشريعية اوائل عام 2006 كان احتجاجيا على مسلكياتها اكثر منه ايمانا ببرنامج الآخرين ، فتبين للجماهير ان المسألة لم تتعد "انج سعد فقد هلك سعيد" وان الحركة الجديدة سارت على هدي القديمة ، للدرجة التي وصفها البعض انها نسخة عنها .

تواجه فتح ، شأنها في ذلك شأن جميع الحركات والاحزاب الفلسطينية والعربية عموما ، مشكلة الديمقراطية ، والشيء الذي تغير من عقد مؤتمرها السادس ، انها قبل ذلك لم تكن ديمقراطية لا شكلا ولا مضمونا ، واليوم اصبحت ديمقراطية في الشكل . وحتى هذا الشكل بدأ يطغى حتى على ذاته ، فذهبت لتلغي انتخابات المجالس المحلية دون ان يكون هناك اي مبرر ، ليس لالغائها فقط ، بل لاقرارها اصلا . صحيح ان رئيسها حذر في اجتماع لجنتها المركزية انها "الانتخابات البلدية" آخر شرعيات فتح ، الا انها سقطت في المحظور .

هل كانت انتخابات "المفرّق" التي اجريت في عدد من النقابات والاتحادات والجمعيات ، كافية ان تشجع المكلفين بالانتخابات الانطلاق نحو "الجملة" وصولا الى التشريعية والرئاسية . وحقيقة الامر انها كانت يجب ان تشعل ضوءا أحمر ، والمتتبع لما جرى في انتخابات نقابة الصحفيين يعي دقة هذا الزعم .

إن تأجيل تلك الانتخابات ، سيظل كابوسا يلاحق الحركة حتى تتخذ قرارا بإجرائها ، رغم انها ليست تشريعة او رئاسية وهما ايضا معطلتان ، ورغم انها "فتح" ستحصد فيها حصة الاسد او النمر.

لم تتقدم الحركة ولا على اي صعيد ، ولربما يكون هذا دورا مرسوما ، فلا السلام تحلحل ، ولا المفاوضات استؤنفت ولا توقفت ، ولا الشروط التي وضعت تحققت ، بل تكشر اسرائيل عن انياب مسممة لم نعهدها من قبل ، وهي المتعلقة بالقدس وتهويدها وانهاء اي علاقة رسمية لنا معها . وكل الدلائل تشير الى تنامي العد العكسي لبدء المفاوضات المباشرة ، الامر الذي اعتبره الدحلان "نكسة وتراجع سياسي".

المصالحة الوطنية ، اشبه ما تكون كلعبة "الاستغماية" التي كنا نلعبها في طفولتنا ، نبتعد كلما اقتربنا ، لكنا لا نقترب كلما ابتعدنا ، لأننا فعليا نبتعد .

التحديات الاخرى التي تواجه الحركة كالتعديل الوزاري والتمويل وممتلكات الحركة في المنافي ، لا تقل ضراوة خوض معاركها عن اي معركة ، تكسبها الحركة مرة وتخسرها مرة او مرات ، لكن معركة القرار الذي يتخذه الثوري يتوجب على المركزية تنفيذه ، دون ذلك تكون الحركة قد عادت للمربع القديم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق