الخميس، 15 يوليو 2010

تدشين سوق المياه السوداء في بيت لحم 5-7-2010

صيف جديد آخر حل علينا مبكرا ويحمل معه أزمة مياه جديدة قديمة مع فارق انها هذه المرة تنذر بالخطر الذي لا يميت الناس عطشا ، لأن البعض كما يقولون يذهبون لشراء المياه المعدنية المنتجة وطنيا، فهم من الاصل يريدون مقاطعة منتوجات المستوطنات التي تضاعفت – المستوطنات - ثلاث مرات منذ توقيع اتفاقية اوسلو ، وفق تقرير اسرائيلي نشر مؤخرا ، لكن الخطورة تتأتى من قلة النظافة و بالتالي تفشي الامراض والوصول الى التعامل مع المياه القادمة الينا عبر الصنابير بأنها سلعة ثمينة لا يجب التعامل معها بترف ، تماما كما كان عليه الحال قبل اربعين سنة عندما كانت امهاتنا تجلبن تنكات الماء على رؤوسهن فتصبهن في الزير المغطى بقطعة من الخشب تتربع عليها طاسة / كيلة من مادة التوتيا لا تصدأ ولا تنكسر ، ومحظور ان "تدشع" ما يفيض عن حاجتك ، بل تعيده الى الزير .

خطورة الازمة في هذه السنة بدت واضحة على لسان مدير سلطة بيت لحم الدكتور سيمون الاعرج الذي عبر بوضوح اننا في مرحلة اخطر من ان نسميها بالازمة ، وعزا ذلك الى ان اسرائيل هي التي تتحكم بمياهنا ، ولكي تزيد من الكمية التي يستهلكها المستوطنون في مستوطناتهم التي تضاعفت ثلاث مرات خلال الخمس عشرة سنة الاخيرة ، فإنها تذهب الى تقليص حصتنا .

لكن المدير لم يستطع اخفاء اخطاء وقصورات ذاتية مائية وسلوكية في المستووين الرسمي والشعبي ، وأنه قد اوصل ملاحظاته وانتقاداته التي لم يفصح عنها بوضوح أكثر الى المسؤولين المائيين والبلديين والحكومة .

المدير لم يلتزم بما وعد به الناس انه سينشر على الملأ برنامج توزيع المياه الدوري الذي كنا قد طالبناه به ، فمن حق الناس ان يعرفوا متى تصلهم كميتهم من اكسير حياتهم ومتى ستنقطع ، وبالتالي يتمكنوا من تكييف انفسهم مع ما تقدمه لهم السلطة المبني اصلا على ما تقسمه اسرائيل .

المحافظ لم يستجب للتدخل في تخفيض سعر صهريج الماء الذي اصبح يباع بثلاثمائة شيكلا واكثر ، حسب الطلب زمانا ومكانا ، رغم ان مدير السلطة قدر سعر سعته بما لايتجاوز خمسين شيكلا ، الامر الذي يعني ان سوقا للمياه السوداء قد دشنت واصبحت رائجة في بيت لحم .

في العامين الماضيين وعدنا المسؤولون ان الازمة في الطريق الى الحل الجذري ، وتم خلالهما تدشين بئرين على الاقل في ريفي بيت لحم الغربي "بيت فجار" والشرقي "الرشايدة" ، وقد شاهدنا كيف ان رئيس الوزراء قام بافتتاحها وكيف ان المياه تدفقت عليه وعلى جميع من حوله كالمطر، لكن المشكلة بدلا من ان تبدأ بالانحسار بدأت بالتفاقم .

احزنني مواطن كتب مناشدا انه عريس سيزف الى عروسه خلال اسبوع اين يستحم ، وما احزنني أكثر ثغاء الغنم تصيح : ماء ماء ، ولا من مجيب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق