الجمعة، 28 مايو 2010

معلمو الوكالة .. والقشة التي لم تسعفهم

بغض النظر عن مدى عدالة مطالب المعلمين في وكالة الغوث من عدمها ، والاضراب المفتوح او شبه المفتوح الذي اعلنوه قبل حوالي اسبوع ، فإن هذا الاجراء هو السلاح الاخير الذي يلجأ اليه النقابييون في معاركهم ازاء تحقيق مطاليبهم ، وفي كافة الاحوال فقد حظي المضربون على مدار معاركهم النقابية بتعاطف الناس معهم ، لأنهم كانوا حريصين دائما على شرح مواقفهم وتعبئة الرأي العام بها قبل البدء بإجراءات سلاجهم الاخير.

في هذه المرة لم يحظ اتحاد معلمي الوكالة بالتعاطف المألوف ، لسببين اساسيين ، الاول انهم لم يهيئوا الناس بمن فيهم جمهور طلبتهم وطالباتهم الذي يناهز ستين الفا فوجئوا بالاضراب ، حيث ذهبوا الى مدارسهم صبيحة الاحد الماضي كالمعتاد فوجدوها مقفلة ، تزامن ذلك بأن هذا اليوم هو اليوم الاول لتقديم امتحاناتهم النهائية ، بمعنى انهم درسوا واستعدوا وهيئوا انفسهم للامتحان ، فذهبت جهودهم هباء . المشكلة ان السيناريو تكرر مرة ثانية وثالثة ، يدرسون ويتهيأون ويذهبوا للامتحان ليجدوا ان المدرسة مغلقة .

واهم الاتحاد اذا اعتقد انه بهذا السلوك قادر على كسب تعاطف الطلبة وذويهم ، بل يجب ان يكون على يقين انه بذلك انما يستعديهم وينتزع من قلوبهم غضبا وحنقا ، فتتعمق لديهم نظرتهم النقدية الدونية لما وصل اليه التعليم في بلادنا والمعلمين على حد سواء . عكس ما كان عليه الوضع في الماضي جين كاد المعلم ان يكون رسولا .

كان من حق الطلبة على مدرسيهم ابلاغهم باضرابهم بل وشرح هذه الاسباب شرحا مسهبا ، اما وانهم يستخدمونهم مادة في اضرابهم مرة والنيل منهم على هذه الشاكلة مرة اخرى ، فهو ليس سلوكا مفترضا بين المدرس وطلبته ، خاصة ان الأخيرين طلبة دون مرحلة النضج وما قبل المرجلة الثانوية .

الاساس الثاني يتمثل في سبب الاضراب المباشر ، او ما اصطلح عليه بالقشة التي كسرت ظهر البعير المكسور اصلا : فصل مدير بدعوى ضرب احد طلبته ضربا مبرحا ، وهو لربما الذي جعل الاضراب مفاجئا وسريعا . وهذا بحد ذاته سببا يجب ان يكون مخجلا للاتحاد ولكل من ينتمي للاسرة التعليمية في بلادنا ، في حالة صدق رواية الوكالة . لقد اصبح الضرب ممنوعا في الوكالة والحكومة والمدارس الخاصة ، ونشد على يد المسؤولين محاسبة كل مخل محاسبة لا تتنافى مع القوانين المرعية بما في ذلك الطرد . وكنا نريد من الاتحاد ان يشدد على ذلك لكي يفهم حامل العصا والسوط - بدل المرجع ووسيلة الايضاح - ان ليس هناك طرفا واحدا يقف الى جانبه في سلوكه المشين ، نحن مع التحقق في كل حالة ضرب واعتداء داخل الحرم المدرسي ، ولا بأس ان تتشكل لجنة تحقيق متعددة الاطراف ، ولا بأس ان يلجأ الطالب المضروب للقضاء الذي سينصفه بلا ادنى شك .

وحتى حين ينفي الاتحاد ان يكون المدير قد ضرب الطالب ، فإن ذلك لا يبرر له اعلان الاضراب المفتوح في كافة المدارس في اول يوم امتحانات و بالطريقة الغريبة المستهجنة التي اشرنا اليها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق