الاثنين، 24 مايو 2010

ورقة درس من اوراق التفاوض المباشر


"انني لا انوي السماح بتفكيك الدولة الاسرائيلية ماديا او اخلاقيا ، فهي التي حققت حلم الشعب اليهودي جيلا بعد جيل بجهود هائلة والكثير من الدم والعرق ، ولن ارضى بأي حال ان اشرف على نهاية هذه المسيرة . منذ عام 1948 ونحن نواجه محاولة اجبارنا على الانهيار ولن اسمح بحدوث ذلك . انها لحظة استثنائية للحقيقة ، ولن تتاح فرصة لنجاح العملية الا اذا هز الرئيس عرفات بشدة ، ولن يتحرك عرفات الا اذا ادرك لحظة الحقيقة . انني اعتقد ان علينا التحرك الآن او عدم التحرك البتة ، فلن يمكنني ان اتعايش مع الوضع الذي نتج الليلة الماضية ، وعندما يدرك شعب اسرائيل الشوط الذي كنا مستعدين لقطعه ، فسيكون لدينا القوة للوقوف موحدين معا في هذا الكفاح مهما كان قاسيا ، حتى لو اجبرنا على مواجهة العالم بأسره ، فما من قوة في العالم يمكن ان تفرض علينا انتحارا وطنيا جماعيا . لن يتحقق السلام الا اذا كانت هناك رغبة حقيقية في التفاوض ، وانني على يقين بأن شعب اسرائيل والشعب الامريكي سيدرك ذلك عندما يكشف عن التفاصيل من ان عرفات ما كان ليجرؤ دون ان يعتقد ان هناك انحيازا كبيرا الى مواقفه بين الكثير من اعضاء الفريق الامريكي ، ان الرئيس موضوعي بالطبع ، لكن الفريق الامريكي غير موضوعي "
كان هذا نص رسالة ايهود بارك رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك الى الرئيس الامريكي بيل كلينتون في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 في اليوم السادس من تلك القمة التي استغرقت اربعة عشر يوما بعد ان تنامى له ان اثنين من وفده المفاوض (شلومو بن عامي وجلعاد شير) قد وافقا على مسودة حل مفاده الانسحاب من 85% من الارض المحتلة ومقايضة البقية بنسبة 1% من اراض متاخمة لغزة من اجل الممر الآمن ، وبالنسبة للقدس ان تحظى الاحياء الشمالية : كفر عقب وقلنديا وبيت حنينا بالسيادة الفلسطينية ، والاحياء الداخلية : الشيخ جراح ووادي الجوز بخدمات العاصمة الفلسطينية القدس فيما تخضع للسيادة الاسرائيلية ، اما المدينة القديمة مسؤوليات مشتركة للاحياء الاسلامية والمسيحية . اما الحدود مع الاردن فيحصل الفلسطينييون على معظمها . قضية اللاجئين لم تحظ سوى بالقليل من النقاش .
على هذه "التنازلات" ، كتب باراك رسالته الانتحارية الى كلينتون ، والتي اوردها مبعوث السلام دينس روس في كتابه القيم "السلام المفقود" . وانها احدثت ردة فعل كبيرة لدى كلينتون وبقية اعضاء الفريق الامريكي ، للدرجة التي دفعت روس للقول " كنا قد قررنا بالفعل هز عرفات دون ان نتلقى هذه الرسالة بما في ذلك وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت التي انتابها شعور بأن بارك مدين بالاعتذار لقوله اننا متعاطفون مع الفلسطينيين " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق