الجمعة، 14 مايو 2010

62 عاما على النكبة ... وما هذا بزمن طويل 14-5-2010

62 عاما على النكبة ، وهذا زمن يراه البعض طويلا وطويلا جدا ، يستغرق من عمر الانسان الفرد معظمه إن لم يكن كله ، في ظل ظروف افتقدت للحد الادنى من الحياة الآدمية عاشوا في الخيام ردحا من الزمن ثم في منازل المخيمات التي فيها من البؤس اقل قليلا مما في الخيام لردح أطول ما زال مستمرا حتى يومنا هذا .

تمكن اللاجئون خلال هذه العقود تدبير شؤونهم المعيشية من حيث المسكن والمأكل والملبس بما (جادت ) به وكالة الغوث الدولية ، بما في ذلك الملابس القديمة التي كان يطلق عليها اسم البكجة تعريبا للكلمة الانجليزية Package ، وهم ينتظرون يوم عودتهم ، لكنهم رحلوا قبل ان يكون لهم ذلك ، فمن كان عمره خمس عشرة سنة واكثر في يوم النكبة ، يكون عمره اليوم قد ناهز الثمانين .

لم تعد مدة ستين عاما او سبعين زمنا طويلا بعد مغادرة الجيل الاول ، وفي الانتظار مغادرة الجيل الأخير خلال العقد القادم ، حيث ان من عايشها طفلا عن ست الى ثماني سنوات ، يكون عمره قد ناهز الثمانين ، لسبب ان الاجيال اللاحقة لا تعرف ذاك الوطن ولم تعش نكبته ونكبة شعبه ، وبالتالي فإن العودة ان تأخرت او تقدمت سيان ، ناهيك ان الصراعات النوعية كالذي نخوضه مع الحركة الصهيونية العالمية تعمر الى ما هو أكثر من ذلك بكثير ، مئات السنين . كمعظم دول افريقيا وآسيا والعديد من الدول العربية التي ما زالت ترزح تحت مسميات جديدة من الاستعمار الاقتصادي وغير الاقتصادي ، وكما قال زعيم افريقي ان الاستعمار لديهم خرج من الباب وعاد ليقفز من الشباك .

هذا على صعيدنا ، لم نعد ، ومات اللاجئون دون ان يموت حق العودة ، فماذا عنهم ؟ انهم رغم انهم ايضا رحلوا عن الحياة الدنيا مثلنا ، الا انهم لم يستقروا ، وخاضوا حروبهم ومعاركهم التي ربحوا بعضها وخسروا بعضها الآخر ، لكنهم لم ينتصروا ، ما زالت اقدام ابنائهم في البساطير ، جدا وأبا وابنا وحفيدا ، وبدأوا منذ عقدين يوزعون كمامات الغاز ، تحسبا من هجمات غير تقليدية هددهم بها صدام حسين ، لكنهم قبل ذلك انكفأوا إزاء أطفال رشقوهم بالحجارة على مدار سبع سنوات ، وبعدهما – انتفاضة الاطفال وكمامات الغاز- نجح حزب لبناني صغير اسمه حزب الله في تمريغ هيبتهم العسكرية ومكانتهم المدعاة انها من عند الله ، في تراب الجنوب .

المهم ونحن نخوض في معمعان الصراع والكفاح والنضال بحيث ننجح مرة ونخفق مرات في تحقيق اهدافنا ، ان لا نتنازل عنها اونقوم بإستبدالها او حتى مقايضتها بأبخس الاثمان وأسوأها ، كما حصل في اوسلو ، عندما استبدلنا الثورة الجميلة بالدولة القبيحة ، وبالاصح ، بسلطة الحكم الذاتي المحدود والمحدودة .

****** ****** *******
يا سيد الشعلة
ما اوسع الثورة
ما اضيق الرحلة
ما اكبر الفكرة
ما اصغر الدولة .... محمود درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق