الأحد، 6 مارس 2011

استمرار الثورة هو الذي يحفظ دماءها 18-2-2011

رسالة الى الثوار في الميدان وبقية أنحاء مصر العريضة و العظيمة التي قزمها حسني مبارك الى الحد الذي بالكاد تأكل فيه اللقمة ، الوفاء لدماء ثلاثمائة شاب وشابة طحنهم النظام في غمرة اسبوعين من الزمن ، فشكلوا الحالة الجماعية الايثارية كي يتخلص الشعب كله ، بملايينه التسعين من طغمة النظام الفاسد .

بالامكان وضع صورهم وحتى تماثيلهم وتسمية الشوارع والساحات بأسمائهم اسما اسما ورسما رسما ، لكن هذا لا يحفظ دماءهم التي قدموها عند مذبح التحرر الجميل الذي أعاد لمصر رونقها وبهاءها واملها وعزها ، فعاد المصري في كل مكان ، يفاخر بمصريته بعد ان كاد يخفيها خجلا منها .

عبر ثلاثين سنة من حكم مبارك اقدم نظامه (جيشه بقيادة الطنطاوي الذي اصبح قائد البلاد ، ومدير امنه عمر سليمان الذي اصبح نائبا لرئيس الجمهورية واحمد شفيق الذي اصبح رئيسا للحكومة ) ، وهؤلاء جميعهم عينهم مبارك قبل "سفره" الى شرم الشيخ او جدة او تل ابيب ، لا أحد يعلم الا الله واوباما و ثلاثتهم ومن استقبله في الطرف الآخر .

على مدار الثلاثين سنة ارتكب هذا النظام ما لم يكن حتى في أسوأ كوابيس الشعب المصري من إفقار وتجويع وإذلال وقمع وسجون وفساد واختلاس و آخر ما حرر تزوير الانتخابات البرلمانية وتفجير كنائس المؤمنين ، كوابيس الشعب المصري راودت الامة بأكملها ، آخرها الجدار الفولاذي التحت ارضي في الحدود مع غزة ، غزو العراق والتصدي لحزب الله والمصادقة على شن الحرب على غزة والمساهمة الفاعلة في حصارها وتجويعها رغم ما ابدته قيادتها من مرونة ومطاوعة له .

إن حفظ دماء هذه الكوكبة من الشهداء يتمثل في عدم النزول عن الجبل (الخروج من الميدان ) تحت ذرائع وتبريرات واعذار أشد قبحا من الذنب ، لأن هذا ليس وقت جمع الغنائم وقطف الثمار ، وهناك من المؤشرات والدلائل ما يكفي لقرع الجرسية ، لا الجرس فقط ، والتي يسمعها حتى الاصم بأن دماء الكوكبة ستضيع هدرا ، بل ان الطنطاوي وسليمان وشفيق ، ونحو مليونين من اجهزة الامن يتأهبون للانقضاض عليها وسحقها نهارا جهارا .

حفظ دماء الكوكبة لا يكون الا اذا أزهرت وبرعمت لدى ثلاثمائة مليون انسان في الوطن الكبير الذي عانى ما عاناه الشعب المصري ، وهم اليوم يعولون على ما تقوم به هذه الثورة ، والتي بدأت بالفعل في العديد من البلدان .

بالمناسبة ، امريكا اطلقت اسم سالي زهران على مركبة فضائية وقالت ان احلامها التي لم تسعها الارض ، ستسعها السماء . فهل حقا ان امريكا حريصة على تحقيق اماني وتطلعات الشعوب ؟

وبالمناسبة أيضا ، فإن بإمكان الرحم المصري تعويض الكوكبة عدديا في ثلاث ساعات ، لأن معدل الزيادة العددية في مصر طفل في كل 27 ثانية ، فهل حقا هكذا يكون تعويضهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق