الأحد، 6 مارس 2011

نظام مبارك لم يسقط بعد 14-2-2011

بسرعة قياسية تبددت مظاهر الفرح عن وجوه المصريين التي ارتسمت على محياهم بعد إجبارهم زعيمهم حسني مبارك على التنحي ، ربما لأنهم ادركوا ان المجلس العسكري بقيادة وزير الدفاع حسين طنطاوي الذي سيقودهم خلفا له هو من قام مبارك بتعيينه قبل "سفره" الى شرم الشيخ ، وان الحكومة التي ستحكمهم برئاسة احمد شفيق ، هي نفسها التي اعتمدها مبارك قبل عدة ايام ، في محاولته الالتفاف على الجماهير الغاضبة . وأن مئات الالاف من الاجهزة الامنية والشرطية والبلطجية ما زالوا في مواقعهم ومناصبهم ، وأن فقراء الشعب لم يغن فرحهم عن خواء بطونهم سوى ليلة واحدة ، هي ليلة رحيل الطاغية الملياردير ، وان العمال لم يتحسن دخلهم الا إذا اضربوا واعتصموا واحتجوا ، وهذا ما بدأوا يفعلونه الآن اكثرمن ايام الاعتصامات في ميدان التحرير .

الاعلام الرسمي مرئيه ومسموعه ومقرؤه لم يتغير الا قليلا ، بعض من مقابلات مع المعارضة الرسمية الهرمة شبه المروضة ، التي سارعت الالتقاء بعمر سليمان الذي اصبح نائبا للرئيس ، وبعض من الاغاني القديمة التي واكبت انتصار حرب اكتوبر ، على اعتبار ان الطاغية زرع علم التحرير في ارض سيناء المحررة ، كما ادعى في خطابه الاخير قبل الرحيل ، متناسيا طلبه من اسرائيل زيادة بعض القوات الشرطية المصرية فيها لحماية الحدود من المهربين والمتسللين والفارين من السجون ، ورفضت ، ما يعني انها ، سيناء ، ليست محررة ولا ما يحزنون ، وهي بهذا تكون أشبه ما تكون بالضفة المحررة او غزة المحررة .

لم يكن تصرف الجيش مع شباب الميدان بعد يومين على رحيل مبارك ، تصرفا مسؤولا يليق بشبان صنعوا انجازا كبيرا يليق ان تتم معاملتهم على أساسه ، بل في بعض المشاهد ، انهالوا عليهم بالعصي ، وكأن من نجح في إزاحة طاغية جثم على صدور الشعب ثلاثين عاما ، لا يستطيع الغاء لغة العصا من ايدي شرطته وعسكره وجنوده .

لماذا لا يكون الطنطاوي وسليمان وشفيق الذين يحكمون مصر اليوم جزءا من الفساد والخراب والدمار الذي لحق بمصر ، لماذا اذا لم يكونوا كذلك لم يتصدوا لزعيمهم ، بل لماذا وقفوا الى جانبه حتى آخر لحظة ، اللحظة التي قام هوشخصيا بتعيينهم في مناصبهم الاخيرة (قائد المجلس العسكري ، رئيس الحكومة ، ونائب رئيس الجمهورية) .

ربما كان هاتف ايهود بارك مع الطنطاوي ، هو الذي اثار الحفيظة من جديد ، وغيب البسمة عن وجوه الناس ، الامر الذي دفعهم للتوجه نحو الميدان في دعوة لمظاهرة مليونية جديدة الجمعة القادم.

المشهد في تونس أكثر وضوحا ، ربما لأنه قد مر شهر على ثورتها ، وليس يومان كما في مصر ، إذ ألقت الشرطة الايطالية القبض على نحو الف شاب تونسي هاجروا وطنهم الذي "تحرر" للتو ، في دلالة كافية ان الوطن رغم التحرير ما زال وطنا لا يحتمل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق