الجمعة، 4 يونيو 2010

معادلة: أسكرتهم خمرة الدين الاول

إذا كان موضوع مجزرة البحر موضوع قوة "أسكرت" اصحابها ، كما جاء على لسان بعض الوزراء الاسرائيليين في معرض نقدهم لوزير دفاعهم ايهود باراك ، ومطالبته بالتنحي ، فهي "مسألة بسيطة" قابلة للحل ، تجلس الحكومة وتقيم ما حصل وفق تقرير ميداني لا يحتمل الكذب ، وعلى ضوئه تقر الحكومة بالخطأ وتقدم اعتذارها وتعوض الضحايا وتعاقب المتسببين بما في ذلك تقديمهم للقضاء .

هل بدى ان الامور تسير بهذا المنحى ؟

لقد أشادوا بالجيش الذي نفذ المهمة على خير ما يكون والذي "واجه ظروفا صعبة" واستعدت زعيمة المعارضة ان تضع مقدراتها تحت تصرف الحكومة حتى تنجلي "السكرة" ، ليتضح بعد ذلك ان المسألة اعمق من ذلك وابعد بكثير .

مظاهرة بالالاف امام القنصلية التركية ، رشقت بالحجارة وقنبلة دخانية ومحاولة لرفع العلم الاسرائيلي عليها ، وبعدها محاولة اخرى لرفع العلم الارمني ، وكأن "السكرة" ممتدة منذ مذبحة الارمن قبل خمس وتسعون سنة ، اعقب ذلك رفع صور رئيس وزراء تركيا اردوغان متشبها بهتلر .

ربما يقول لك احدهم ان هذا جمهور غاضب . غاضب ممن ؟ ولماذا يغضب من تركيا التي كانت حتى ساعة صفر الهجوم على سفينتها صبيحة السبت الماضي على خير ما يرام ومشتركة معهم في مناورات برية وحوية وبحرية ، وقبل اشهركانت تتوسط بينهم وبين سوريا في مفاوضات سلامية غير مباشرة ، ثم دخلت على الخط الايراني مع البرازيل لثنيها عن مواصلة تخصيب اليورانيوم . وقد نجحت في ذلك ونزلت ايران عند رغبتها . وقبلها غضت الطرف عن الاهانة التي وجهتها خارجية ليبرمان بما يمثل على صعيده الحزبي المتطرف وصعيده الشخصي المتفسدن ، للسفير التركي الذي اجلسوه في مكان منخفض ووضعوا لانفسهم منصة مرتفعة كي يبدو امامهم وامام كاميرات العالم انه وبلاده دونهم ، والأغرب الاعجب من كل ذلك ، انهم طلبوا لأنفسهم شايا ولم يطلبوا له .

ليبرمان الذي يمثل الديبلوماسية الاسرائيلية "خير تمثيل" يرفض الاعتذار لتركيا . السكرة مستمرة . نتنياهو يرفض السماح للسفينة الايرلندية "راشيل كوري" الوصول الى غزة ، السكرة مستمرة . ويرفض طلبا امريكيا بتشكيل لجنة تحقيق اسرائيلية فيها شخص واحد امريكي . السكرة مستمرة .

باراك يطلب من ميتشل اقناع محمود عباس ان لا تؤثر الحكاية على المفاوضات غير المباشرة ، السكرة اذن مستمرة .

نخشى ما نخشاه ان تؤثر "السكرة المستمرة " لأن يعتبر اصحابها اعلان الرئيس الفلسطيني عن نيته الذهاب الى انقرة لتأدية واجب العزاء بانه تحريض يجب ان يتوقف ، حينها فإننا لا نعرف بالضبط ما الذي سيفعله المنتشون بخمرة الدين الاول مع محمد دحلان الذي وصف اسرائيلهم بانها كالرجل الاجرب ، وهو نفسه ما صرح به مائير داغان رئيس الموساد من انها (اسرائيل) تتحول الى عبء على امريكا بعد ان كانت ذخرا لها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق