الأربعاء، 16 يونيو 2010

الانتخابات البلدية الى الرف 11-6-2010

لم أعرف إن كان تأجيل الانتخابات البلدية في الساعات الاخيرة من اغلاق باب الترشيح قد اسعدني ام احزنني ، فأنا مثل البقية الباقية من ابناء هذا الشعب خلال العقدين الآخيرين من عمر نضاله المديد ، لم يعد يعرف ما الذي يسعده وما الذي يحزنه ، وحين يتم الاتفاق على اسباب الاسعاد من عدمه ، اصبحنا نراه في الضفة شيئا وفي القطاع شيئا مغايرا ، اوهكذا على اقل تعديل يتم تصويره ، وقرار تأجيل الانتخابات نموذجا ، حيث فرح القطاع بالتأجيل وحزنت الضفة ، تماما كما حزن القطاع حين اقرارها قبل ثلاثة اشهر وفرحت الضفة .

من ضمن وجاهة اسباب فرحي بالالغاء ، انني عارضت هذه الانتخابات رغم اقبال جميع الفصائل عليها باستثناء حركتي حماس والجهاد ، لم تكن معارضتي مقتصرة على انني لاجيء لا يحق له الانتخاب ، بل لأن الانتخابات مجزوءة تجري على جزء من ارض الوطن لجزء من شعبه ، هذا من ناحية ، ومن الناحية الأخرى انها تتجاوز وتتحايل على الانتخابات الاكثر اهمية وتقريرية ، وهي الانتخابات الرئاسية والتشريعية المستحقة منذ ما يزيد على سنة ونصف ولا يلوح في الافق المنظور اي بوادر لإجرائها .

ومن وجاهة اسباب الحزن ان ليس هناك شيئا كثيرا او عميقا يتغير في هذا البلد ، يتخذ المسؤولون عنه قرارات خاطئة ، وحين تقول لهم ذلك لا يرتجعوا ، بل يستمروا في تنفيذ قرارهم ، وبعد ان تقع الفأس في الرأس كما يقول المثل الشعبي يتراجعوا متأخرين ، حيث لا يشكل التراجع هنا مخرجا من المأزق ، وبدلا من المصارحة والمكاشفة ومحاسبة المخطئين ، يذهبون ابعد وابعد ، كأن يقولوا انهم يريدوا ان تشمل الانتخابات جميع فئات الشعب ، وان هناك ضغوطات عربية ودولية من اجل التأجيل ، وان المصالحة الوطنية باتت على الابواب . وأمام طرح كهذا يعود الناس أدراجهم وهم فرحين بالاخبار الوحدوية السارة والتي باتت قريبة ، ويطول الانتظار كما طال انتخابات الرئاسة والتشريعي على حد سواء ، لكن الناس تجد ما يبدد حزنها حين يقولون لك اننا اليوم لدينا انتخابات نقابية صحافية وطلابية واطياء ومهندسين ومحامين وجمعيات .

كان يجب على حركة فتح ، خاصة بعد انعقاد مؤتمرها السادس الذي قارب على السنة ، و فصائل اليسار خصوصا ، ان لا تنزلق الى مربع انتخابات بلدية و على لسان الناس سؤال : كيف انتخابات بلدية بدون غزة ، وسؤال : لماذا انتخابات بلدية بدون رئاسية وتشريعية ؟ وها هي فصائل اليسار تهوي في حفرة البلديات بعد ان عاد المنظمون ولحسوا كلامهم فألغوا كل شيء الى اجل لم يسمى . في انتظار المصالحة بين فتح وحماس فتتقاسما كل شيء ويحصل اليسار على الفتات . ثم تجد من يسأل لماذا اليسار يتراجع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق