الاثنين، 21 يونيو 2010

بيت لحم بحاجة الى مستشفى حقيقي 18-6-2010


تقع مستشفى بيت جالا على مدخل المدينة الصغيرة ، وهي التي وضع حجر أساسها الملك حسين قبل ما يزيد على نصف قرن وحملت اسمه ثم تغير الاسم ، وظلت مشاكل المستشفى الحكومي الوحيد في محافظة يناهز تعدادها مئتا الف نسمة تترحل من حقبة الى حقبة ومن حكومة الى حكومة ومن وزارة الى وزارة ، ورغم رواج الطب الخاص في العيادات والمستوصفات والمشافي الصغيرة الخاصة ، الا أن حاجة الناس الى المستشفى الحكومي تظل اكبر واوسع وأجدى وايسر .
وقد ظلت مسيرة مستشفى بيت جالا عبر كل التطورات التي صاحبتها في مراحل الحكومات المتعاقبة بما في ذلك الاحتلال الاسرائيلي (حوالي ثلاثين سنة) قاصرة ومتعثرة وكأن مشاكلها مستعصية على الحل او ميئوس منها كما يتناقل البعض كخطأ شائع حول المرضى الذين يرتادونها فلا يخرجون ، وشهدت بعد مجيء السلطة نحو ستة مدراء في غضون خمس عشرة سنة ، أي بمعدل مديرين ونصف في كل سنة ، وهي نسبة ممتازة تظهر حرص الوزارة على ضرورة التغيير والتبديل ، لكنها لربما تكون قد سقطت في تعيين افضل طبيب او افضل جراح في موقع الادارة ، وبهذا تكون المستشفى قد خسرت على الصعيدن ، الادارة وغرفة العمليات .
في احدى الحقب لم يعينوا افضل جراح ، بل أفضل خطيب سياسي ، فكنت حين تجري معه حديثا صحفيا عن حالة جريح قابعا فيها يقدم لك بيانا سياسيا ناريا عن النضال والكفاح والصمود والتضحيات والتحديات .
نسوق كل هذا بعد نسخة رسالة وصلتني من احد موظفي وزارة الاعلام هو السيد أحمد عباس بعث بها الى وزير الصحة ومدير الصحة ومدير المستشفى يقول فيها : مصعد معطل ، دمار وإعمار بطيء ، شرطي يتجول بسلاحه داخل الاقسام ( شهد المستشفى في الماضي حوادث اطلاق نار ثم صدرت قرارات بمنع السلاح في اروقته) بائع القهوة يتنقل ويعمل متطوعا في المختبر ، ناس "تتبطح" امام وحدة العناية المركزة ، عامل النظافة "يتنفتر" كصاحب نفوذ ، موظف السنترال لا يستقبل ولا يرسل ولا يتدخل في أي شيء ، زوار على مدار الساعة وتدخين في معظم الزوايا .
يستطيع المجتمع المحلي تفهم ان المستشفى يمر بحالة من الترميم الموسع والتطوير ، لكن المريض لا يستطيع ، وعليه كان يجب اعلان مدة التعطل والتعثر على الملأ من ناحية ، واعلان البدائل الممكنة سواء داخل المحافظة ام المحافظات الاخرى من ناحية ثانية ، وهاهي قد مرت سنة تقريبا والناس تسمع من المسؤولين نفس اسطوانة الاعذار والتبريرات ، وفي المقابل تسمع من المرضى وذويهم نفس اسطوانة الغضب والشكوى وحتى الشتم والسباب .
في آخر اجتماع عقده المحافظ للمجلس التفيذي اعلن مدير المستشفى انه قد تم انجاز 70% من اعمال إعمار المستشفى. ويهمنا النسبة المتبقية متى تنتهي ، ومتى تبدأ المرحلة التالية من الاعمار او إعادته .
سيصل وفد برلماني اندونيسي الى غزة لوضع حجر اساس مستشفى . نحن ايضا في بيت لحم بحاجة الى مستشفى حقيقي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق